التفاوض والحوار

> عصمت خليل:

> إن أفضل طريقة لحل مختلف مشاكل الحياة مهما كان نوعها، هي اللجوء إلى التفاوض والحوار لا التصادم، لأنه خلال التفاوض والحوار يحدث نوع من تبادل الرأي وعرض وجهات النظر، واستخدام أساليب التأثير والإقناع، وأدوات الحوار من كلمات وألفاظ وعبارات.. إلخ، حيث يتم مواجهة الرأي بالرأي، والحجة بالحجة، والمنطق بالمنطق، والدليل بالدليل إلى أن يتم الوصول إلى حل مقبول يرضاه طرفا النزاع.

إن التفاوض والحوار هما البديل الأفضل دائما، لأنهما يعتمدان على المواجهة المعتدلة، ويسعى كل طرف من أطراف النزاع للدفاع عن مصالحه على أساس العدل، والموضوعية، لكن يشترط أن تكون هناك قناعة بين طرفي النزاع بأن كليهما يحتاج إلى الآخر، ولايستطيع تجاهله، وهذا الشرط يعني أن هناك فرصة متاحة للحل الأوسط الذي قد يرضى به الطرفان، بمعنى ضرورة توافر رغبة مشتركة وحقيقية لدى طرفي النزاع لحل الخلافات والمشاكل، والاقتناع بأن التفاوض والحوار يمثلان الطريق الوحيد الأفضل لحل النزاع، وأن اللجوء إلى أي أسلوب آخر سوف يكون غير مجد على الإطلاق.

ويمتاز أسلوب التفاوض والحوار بأنه يؤدي إلى حل عادل يتسم بالحكمة والموضوعية، حيث يشعر كل طرف بالرضا النفسي حول الاتفاق على حل، وأنه خرج من المشكلة كاسبا حافظا ماء وجهه، وهذا الشعور بالرضا النفسي لايشمل النتائج التي حصل عليها كل طرف فحسب، بل الطرق والأساليب التي تم بمقتضاها التوصل إلى حل للمشكلة القائمة بين الطرفين، لأنه في أحيان كثيرة قد يحصل طرف على ما يريده إلا أنه قد يصاحب ذلك مشاعر سيئة إذا ما تم الوصول إلى تلك النتائج بالأساليب الخاطئة، كما يتميز التفاوض والحوار بالبعد- كل البعد- عن التشدد أو التصلب المطلق، أو استخدام القوة، أو أساليب التهديد، ولكن لابد أن نعرف متى نتشدد فيما لايمكن التنازل عنه، ومتى نتساهل فيما يمكن التنازل عنه.

لذا علينا إتقان مهارات التفاوض والحوار مع الآخرين كطريق أساس من طرق إتقان مهارات التفاوض قبل مباشرة الحوار كطريق أساس من طرق إتقان مهارات التعامل مع الطرف الآخر. فالتفاوض والحوار حقيقة من الحقائق التي لايمكن تجاهلها أو إنكارها، وهي وسيلة مهمة وسليمة لحل النزاعات والخلافات والمشاكل بين الأطراف المتنازعة وتعتمد على الحوار والإقناع وتبادل الآراء ووجهات النظر واستخدام الحجج والبراهين بهدف الوصول إلى إتقان مشترك بحل وسط يرضاه الأطراف المتنازعة.

ويمكن القول إن مهارات التفاوض والحوار نوع من الفن والموهبة أو إنها هبة فطرية يولد بها الإنسان، ويمكن أيضا اكتسابها بالعلم والمعرفة والتدريب والممارسة.

ويمكن تصوير التفاوض والحوار- في أبسط صورة- على أنه عملية تهدف إلى الوصول لحل المشاكل قبل استفحالها ووصولها لطريق شبه مسدود، ويحدث خلال التفاوض والحوار بين طرفي المشكلة نوع من تبادل الرأي وعرض وجهــات النظر، واستخدام أساليب التأثير والإقناع كافة في محاولة للتقريب بين المواقف والمواءمـــة بين المصالح المختلفـــة، والتكيف مع المتغيرات بهدف الوصول إلى اتفاق مشترك تقبله الأطـــراف وترضى به ضمانـــا لاستمرارية العلاقــــة بين الأطراف واستقرارهــا، شريطة أن يكون في ذهن كل طرف مبدأ مصلحـــة الوطن فوق كل شيء، والحفــــاظ على الوحدة اليمنية فوق كل اعتبار، لأنه الطريق الوحيد نحو الاستقرار والحفـــاظ على جوهر العلاقــات بين جميع الأطراف المتنازعة في بلادنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى