السكري حالة مرضية مزمنة، تحدث بسبب نقص نسبي أو مطلق في إفراز هرمون الأنسولين من غدة البنكرياس، مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم ومن ثم خروجه مع البول، وهناك أنواع من السكري:

النوع الأول: وهو السكري الذي يعتمد في علاجه على الأنسولين وهو يصيب الأطفال والشباب وعادة ما يكون المرض وراثيا.

النوع الثاني:وهو السكري الذي لا يعتمد في علاجه على الأنسولين ويصيب البالغين عادة، وفي هذا النوع يقوم البنكرياس بإفراز الأنسولين ولكن لا يستطيع الجسم استخدامه بصورة فعالة ويكون مستوى السكر بالدم عاليا جدا , ويكون المريض زائد الوزن, أما سكري الحمل، فعادة ما تشفى الحامل منه بعد الولادة، ولكن لديها قابلية في حدوث السكري.

إن حدوث القدم السكرية لدى مرضى السكري ليست حالة نادرة، فنصف مرضى السكري لديهم القدم السكرية دون أن يشعروا بحدوثها، وترتفع نسبة الأذية والإصابات لتلك القدم مما يؤدي للقروح والالتهابات، وقد يستدعي البتر في العديد من الحالات.

ماذا نعني بالقدم السكرية؟

هو ظهور بعض الأعراض المرضية والعلامات في قدم الشخص المصاب بالسكري، مثل التورم والجروح والقروح، نتيجة لحدوث اعتلال الأعصاب، قصور الدورة الدموية، الالتهابات الجرثومية، وغيرها.

هل القدم السكرية مشكلة؟

القدم السكرية مشكلة كبرى نتيجة عدم وعي مريض السكري بها، فنصف مرضى السكري لا يعرفون أنهم مصابون بالقدم السكرية، ولأن القدم نستخدمها بشكل مستمر، مما يعرضها للإصابة المتكررة، وتلف الأعصاب الذي يؤدي إلى قلة الإحساس بالقدم وكذلك عدم الشعور بالألم عند الإصابة، لذلك فإن المصابين بالسكري معرضون بفقد أقدامهم أكثر من 25 ضعفاً عن الأشخاص العاديين نتيجة البتر، وفي كل أنحاء العالم يفقد كل ثلاثين ثانية أحد مرضى السكري قدمه، وأصبح السكري هو السبب الرئيس لبتر الأقدام في العالم، وتلك المشاكل يمكن تفاديها بالتوعية والعناية الطـبية.

ماهي الأسباب والعوامل التي تساعد على حدوث القدم السكرية؟

تعتبر الاعتلالات العصبية الطرفية وما يصاحبها من فقدان الإحساس والقصور في الدورة الدموية والتعرض للإصابة بالالتهابات الجرثومية بالإضافة إلى عدم تنظيم السكر بالدم من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث القدم السكرية حتى وإن كانت فترة الإصابة بالسكري ليست بالطويلة كما إن هناك عددا من عوامل الخطورة التي إن وجدت في مريض السكري ساعدت على ظهور القدم السكرية ومضاعفاتها والتي قد تصل حد البتر وربما الوفاة إذا تم إهمال المريض بطريقة أو أخرى.

عوامل الخطورة لإصابة القدمين

> حدوث تقرحات متكررة بالقدم أو تقرحات مزمنة يصل درجة الالتهاب فيها حتى الأوتار والعظم كما ينشأ عليها أحيانا التهابات حادة تؤدي إلى الغرغرينا .

> الأمراض المزمنة لأكثر من عشر سنوات كأمراض القلب وأمراض الدورة الدموية.

> عمر المريض بعد الأربعين سنة أو أكثر وما يصاحبه عادة من أمراض أخرى وتصلب في الشرايين.

> التدخين: من العادات التي لها تأثير على الدورة الدموية الطرفية بشكل كبير ووصول النسبة الكافية من الأوكسجين وإنني أنصح مريض السكري بالتخلي فورا عن التدخين وعليه أن يختار إما السيجارة أو فقدان إحدى قدميه.

> الفشل في ضبط السكر في الدم، سواء نتيجة عدم الانضباط بالتغذية أو استخدام الدواء.

> عدم القدرة على العناية بالقدمين بسبب مرض جسماني أو عقلي.

> عدم نظافة القدمين وعدم الاهتمام بهما.

> حدوث بتر سابق بالقدم ولو بشكل جزئي أو حدوث خراجات (صديد) استدعت التدخل الجراحي وطال أمد الشفاء منها.

> وجود تشوهات بالقدمين وخاصة بالأصابع والأظفار مما يجعلها أماكن للاحتكاك والتقرحات أثناء المشي.

> وجود الجلد السميك والمتحجر بباطن القدم أو مسمار القدم أو ظهور الظفر المنغرس وخاصة عندما يقوم المريض بمعالجتها بنفسه مما يجعلها في أحيان كثيرة عرضة للالتهابات والتلوث.

> لبس الأحذية الضيقة وخاصة الجديدة وهذا ما نلاحظه في المناسبات والأعياد حيث الزيارات والمشي مسافات طويلة لذا على مرضى السكري أخذ الأنواع والمقاييس المناسبة وتكون مقدمتها عريضة ومقفولة ويستحسن شراؤها مساء بعد أن أمضى يومه بين الحركة والعمل حيث عادة ما يصاحب مريض السكري قليل من تورم القدمين.

> الإصابات مهما كانت طفيفة وغير مؤلمة يجب أخذها بعين الاعتبار فأعظم النار من مستصغر الشرر.

هذه مقدمة موجزة عن القدم السكرية وسوف نتعرض في الجزء الثاني للحديث عن الاعتلالات العصبية وقصور الدورة الدموية في الأطراف والله الموفق.