المياه.. من الفطور إلى السحور؟!

> نعمان الحكيم:

> ما كنا نظن- وبعض الظن إثم- أن تتحول حياتنا في العشر الأواخر- التي هي عتق من النار- إلى نار حقيقية، لكنها لا تحرق الأيدي أو الأجساد، بل تحرق القلوب والعقول والمعدة والأمعاء، وتحدث غليانا نفسيا وعصبيا يؤدي إلى مشكلات لا حصر لها.. أقول ومعي الآلاف في عدن إن المياه التي كنا نشيد بها ونمدح رجالاتها- وهم يستحقون ذلك فعلا- تحولت إلى نقمة تؤذي الناس في حياتهم من وقت الفطور إلى السحور، وكأن في ذلك تلذذا لعذابات الناس من دون قيد أو شرط.

لم نكن نتوقع هكذا أزمة أبدا، لكن على ما يبدو العدوى منتشرة، فمن انعدام الغاز والديزل إلى المياه إلى انقطاعات الكهرباء.. وبعدين يقولون لنا أعطال.. ترميمات.. سرقات.. أين هي الحكومة؟ أين وجه العدالة؟ أين الأجهزة الأمنية التي نماري بها ونباهي، وهي لا تستطيع ضبط سارقي المياه والكهرباء، ولا تقدم المغالين بالأسعار للقضاء؟.. أين.. وأين.. وأين، ولكنك لا تجد صدى لصوتك.. ولوحدك تسمعه يتردد مع حسرة وألم وهم وغم!

المياه يا سادة هي الحياة، فكيف لنا العيش من دونها؟ ولا نريد منكم تبريرات فقد شبعنا ومللنا، نريد مياها بقدر ما ندفع من آلاف الريالات.. إن شاء الله من المريخ- إن وجدت فيه مياه- ولا تذكرونا بأيام الجفاف، الله لا عادها أيام.. نريد استقرارا في ضخ المياه، فلا تجعلوا عدن كالحالمة تعز، 48 سنة وهي تحلم بالمياه.. ولكن هي أحلام صيف!

لقد مل سكان عدن المساكين وانهدّ حيلهم، حتى أولئك الذين تجشموا الصعاب وركبوا (توانك) في سطوح منازلهم لم تعد تمتلئ أبدا، لأن الضخ ضعيف ومازال الضعف في تنازل لحد العدم.. فكيف يا ترى تكون أيام الشهر الفضيل من دون ماء؟

أنا أدعو أهل المياه لزيارات مفاجئة إلى بعض البيوت بعد الفطور مباشرة ليروا بأم أعينهم كيف هي الأواني ومواقع الفطور و(السامان) والحمامات التي تنتظر قطرة ماء، ولكنها لا تأتي.. وسيروا أن الناس تغلي في صدورهم نيران الحنق والغضب على هكذا حال.. الله يجازي اللي كان السبب!

تحملوا المسئولية بشجاعة وجدارة، وقولوا لنا الأسباب الحقيقية أو غادروا مواقعكم بارك الله فيكم، وأفسحوا المجال لمن هو أكفأ منكم إن جاز التعبير.

وهمسة في آذان أهل البريد نقول فيها: الناس تتراكم وتتكوم وتتطوح في الطوابير ليل نهار.. فهل هذا هو التحسن في دفع الراتب عبر مراكزكم؟

معظم سكان عدن يتحسرون على أيام دفع الرواتب في المرافق بمثلما يتحسرون على أيام زمان، بل ما قبل الاستقلال ونحن معهم على طول الخط.

وعيدكم مبارك سعيد..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى