موظفون ومتقاعدون على رصيف البريد بالشحر

> محمد سالم قطن:

> لقي آلاف الموظفين ومئات المتقاعدين في مدينة الشحر وعدد آخر من مدن محافظة حضرموت مقلبا ساخنا، وهم على أعتاب استقبال عيد الفطر لهذا العام.

فقد اضطروا إلى قضاء الساعات الطوال من نهارات وليالي السبع الأواخر من الشهر الفضيل (ومن بينها ليلة القدر المباركة) في عناء وطوابير وزحام لتسلم مرتباتهم ومستحقاتهم المالية، ومن بينها إكرامية الشهر الفضيل الممنوحة لهم بهذه المناسبة الدينية السعيدة من فخامة رئيس الجمهورية.

إنه لمنظر مقزز، أن ترى هؤلاء الموظفين الكرام، وفيهم التربويون والتربويات، والإدرايون والإداريات والفنيون من مختلف مرافق الدولة وهيئاتها ومؤسساتها يفترشون الأرض وعلى ( الدكك) لساعات طوال، من أجل الحصول على حق طبيعي وشرعي لهم. ووفقا لمقولات العالم (لورنتز بوينكر) عن نظرية الفوضى فإن «الازدحام يولّد موجات متعاقبة من الازدحام»، فقد شاهدت بنفسي عشرات المشادات بين هؤلاء الموظفين والمتقاعدين بعضهم بعضا أو مع موظفي مكتب البريد، استخدم فيها المتشادون لكمات الأيدي ولسعات اللسان.

قد يقول قائل إن استخدام مكاتب البريد لصرف المرتبات هو أسلوب حضاري معمول به في كثير من البلدان، خاصة مع وجود أرقام وظيفية وأرقام حسابات وأرقام مالية وبطاقات هوية. نقول نعم هذا صحيح ،ولكن أين هي مكاتب البريد التي تماثل ما يوجد في البلدان الأخرى؟ كيف يستطيع مكتب صغير يضم صرّافت واحدت أو اثنين تنظيم عملية صرف مبالغ مالية كبيرة لهذه الأعداد الهائلة، إلى جانب مهام أخرى متعددة مثل استلام قيمة فواتير الكهرباء والهاتف وتحويل الحوالات.! مع ما يرافق ذلك في كثير من الأحيان من انقطاعات الكهرباء وتعطل جهاز الكمبيوتر وتناقص السيولة المالية المتوفرة بالمكتب.

إننا ندرك أهمية قيام الهيئة العامة للبريد والتوفير البريدي بهذه التجربة في صرف المرتبات، ونتمنى نجاحها، لكن يتوجب علينا كذلك أن نوضح للمعنيين بالأمر المعاناة الحالية التي يعانيها الناس هنا، والمخاطر التي يتسبب فيها الزحام، ومنها ذهاب عدد من مسئولي البريد وصرافيه عندنا إلى خلف القضبان بعد ضياع الملايين من الريالات من تحت أيديهم، ونطلب توسيع القاعدة الجغرافية لمكاتب البريد وزيادة عدد الصرافين وفتح المزيد من منافذ الصرف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى