> صبر «الأيام» أنيس منصور:

واحتشد الزائرون منذ صباح الثلاثاء أول أيام عيد الفطر المبارك حتى عصر يوم أمس الأول الخميس فوق مواكب من السيارات، يتقدمهم المحامي يحيى غالب الشعيبي وأساتذة الجامعات د.محسن وهيب ومفتاح علي أحمد وحسين العاقل وعبدالحكيم درويش رئيس الفعاليات في تبن والحوطة والمحامية وفاء عبدالفتاح إسماعيل عضو هيئة الدفاع عن معتقلي كرش وبعض أهالي وذوي المعتقلين.
وقد ازدحمت الساحة الأمامية لسجن صبر بالزائرين، حيث قامت إدارة السجن بتنظيم الدخول لزيارة المعتقلين على شكل جماعات متفرقة لمدة دقائق معدودات لكل جماعة وتعانق الزائرون بالمعتقلين عناقا حارا بعد تقديم الهدايا والورود، وتبادلوا معهم الأحاديث والتهاني بمناسبة عيد الفطر والإفراج عن قادة الحراك من سجون صنعاء والإفراج عن القرني والخيواني.
وتجمع الزائرون بعد انتهاء وقت الزيارة في ثلاثة اعتصامات حاشدة تضامنا مع معتقلي كرش، وتعبيرا عن إدانتهم واستنكارهم لحالة الاستثناء في أمر الإفراج أسوة بزملائهم المفرج عنهم، إضافة إلى إدانة الأحكام السياسية الصادرة في حقهم.
وبدأ الاعتصام الأول الساعة التاسعة والنصف لممثلي منظمات المجتمع المدني والحقوقيين بمشاركة المحامية وفاء عبدالفتاح إسماعيل وثريا سالم، وهتف المعتصمون هتافات احتجاجية على بقاء معتقلي كرش في السجن، وحملوا لوحة قماشية كتب عليها (نطلب الإفراج عن المعتقلين السياسين في سجن صبر المركزي).
وأكدت المحامية وفاء عبدالفتاح إسماعيل على عدم وجود مبرر دستوري أو قانوني لبقاء معتقلي كرش في السجن بعد صدور العفو العام، وقالت: «وأما ما تردد عن الحقوق الخاصة في القضية فإن محكمة كرش أصدرت حكما باطلا متعسفا، بينما لاتوجد أصلا أي دعوى منظورة أمام المحكمة تتعلق بالحقوق المدنية.

وتساءلت: «من الذي يغذي ثقافة الكراهية؟ وبأي وجه يمكننا كمحامين أن ندافع عن قضية (وحدة اليمن) إذا كان القضاء لا يملك سلطان نفسه بنفسه، ويستخدم عضلاته لإهانة الجنوبيين؟.. وأتمنى من فخامة رئيس الجمهورية أن يوجه بالإفراج عن أبناء كرش بشكل عاجل».
كما قام قادة الحراك بمديريات تبن والحوطة والمسيمير بالاعتصام الثاني أمام سجن صبر المركزي يوم عيد الفطر المبارك برئاسة فضل مفتاح نائب رئيس هيئة الحراك في لحج، ورفع المشاركون بالاعتصام صور المعتقلين الستة، وأعلنوا عن إدانتهم بقاء معتقلي كرش في السجن، مؤكدين أن فرحتهم بعيد الفطر ليس لها معنى إذا كان معتقلو الحراك مازالوا ضحية حكم سياسي باطل.
كما اصطفت جموع كبيرة من فروع أحزاب اللقاء المشترك في كرش وبعض الشخصيات الاجتماعية من قبائل صبيحة كرش في اعتصام حاشد بعد ظهر يوم عيد الفطر، وأكدوا تمسكهم بالنضال السلمي وتصعيد الاحتجاجات حتى يتم الإفراج عن معتقلي كرش والاعتراف بالقضية الجنوبية.
وذكر المعتصمون أن المعتقلين منذ بداية أبريل الماضي خرجوا مسالمين في وضح النهار أمام مطالب سياسية وحقوقية أهمها الاعتراف بالقضية الجنوبية، وجعل كرش مديرية مستقلة إداريا وليس عزلة هامشية محرومة من جميع الخدمات، ومطلب التحاق الشباب بالسلك العسكري، وجميع هذه المطالب هي قضايا أساسية لكل أبناء كرش بعد التحاقهم بالحراك، ومازالوا مصممين على النضال السلمي حتى تتم المعالجات.
وقال القيادي الإصلاحي أحمد علي غالب لـ«الأيام»: «إن مسلسل الاعتقال والمحاكمة يدل على حالة الإفلاس التي وصلت إليها السلطة، بل كانت مسرحية هزلية تهدف إلى تخويف وزعزعة الحراك السلمي في كرش، وهو ما كان بالعكس، حيث زادنا ذلك إصرارا ونشاطا وثباتا والتفاف الجماهير حول الحقوق المشروعة المكفولة دستوريا كما هو معلوم».

كما عبر معتقلو كرش الستة عبد سركال وهشام محمد صالح وجميل هزاع وعبدالله فارع ومحمود سالم وشكيب علي سالم، عبروا عن شكرهم وتقديرهم الجزيل على الوقفة التضامنية والزيارات العيدية خلال أيام عيد الفطر من جميع محافظات الجنوب، وأكدوا في رسالة وجهوها لـ«الأيام» أنهم لن ينهزموا بتاتا، وهم صامدون وصابرون يرسمون لوحة الحراك السلمي الجنوبي، ويستمدون ذلك الصبر والثبات والمعنويات من الشارع الجنوبي، الذي أكدوا رفضه للظلم والطغيان.