مر العيد والماء بعيد

> لبنى الخطيب:

> «أجانا العيد يالله نفرح يالله نعيد يالله نلبس ثوب جديد»، هذا مقطع من أغنية مشهورة. يوم الثلاثاء الماضي استقبلنا عيد الفطر المبارك في اليمن، وكل أسرة استعدت له حسب إمكانياتها الاقتصادية وعاداتها الاجتماعية أملا بقضاء أيام حلوة من البهجة والسعادة بعد أداء فريضة الصوم للاحتفال فيه بصلة الأرحام والالتقاء بالأهل والأقارب والأصدقاء، وتذكر أحباب غائبين عنا لظروف الحياة أو من فارقونا إلى دار البقاء.

فمظاهر استقبال عيد الفطر في عدن أو المناطق اليمنية والإسلامية متشابهة إلى حد كبير رغم تفاوت إعلان هلال غرة شهر شوال في عدد من الدول العربية والإسلامية ، إلا أنه يظل عيدا بطقوسه في اللمة والفرحة، وتبادل التهاني والتبريكات ومظاهره الأساسية الأخرى، ومنها تناول وجبة الغذاء خلال أيام العيد في منزل العائلة الكبيرة للمحافظة على العادة التي جرت عليها بالتجمع في منزل أسرة الوالدين في الحياة أو بعد مماتهم، ولاستمرارية الألفة الأسرية، وتعليم الأبناء والأحفاد طقوس وتقاليد تربينا عليها جميعا، إلا أن المزعج الوحيد الذي أضاع فرحة وبهجة الاحتفال بأول وثاني أيام العيد لدى أغلبية سكان عدن هو انقطاع المياه في بعض مديريات المحافظة، وإعادة ضخها فقط في الساعات الأولى من الفجر ولفترة قصيرة، ويظل البعض مناوبا في انتظارها، ومعروف مدى حاجة سكان عدن للمياه لموقعها على الشريط الساحلي ودرجة حرارتها المرتفعة مع نسبة الرطوبة العالية، ورغم اعتماد أغلبية المواطنين على خزانات فوق السطوح وبراميل لحفظ المياه في منازلهم إلا أنها لم تفِ بالغرض للطلب الخاص لأيام العيد، و كانت معاناة حقيقية لتلك الأسر لنفاد مخزونها من الماء، فلم تهنأ بأيام العيد وفرحة اللقاء، والكلمات الوحيدة التي ترددت على الألسن من قبل الجميع «هل وصل الماء أم لا؟».

وللعلم هناك مواطنون لم تصلهم المياه لأكثر من ثلاثة أيام، وأنا وكثيرون لانعلم بأيادي من تقع المسئولية حول ما وصلت إليه المياه من أزمة؟ هل بأيادي السلطة المحلية في عدن؟ فلابد منها أن تدرس هذا الأمر، وتوجد مخارج حقيقية لهذه المعاناة التي أصبحت شبه يومية بعد التوسع العمراني ونشاط حركة الاستثمار التجاري في المدينة، أو أنها في أيادي السلطة المحلية التي تقع فيها الآبار الارتوازية التي تمد عدن بالمياه؟ وهنا يراودني وآخرين سؤال آخر لماذا إدارة المياه في عدن لاتحتفظ بمخزون احتياطي في خزاناتها الرئيسية لوقت المناسبات والطوارئ.

وبمناسبة الحديث عن انقطاع المياه ماذا أعدت السلطة المحلية في إطار التحضير لخليجي (20) المقرر استضافته في عدن بعد عامين؟ هل أخذت بعين الاعتبار ضمن التنسيق والإعداد لمهامها توفير المياه للضيوف والمواطنين بشكل كافٍ؟ وأتمنى أن لا تنقلب فرحة استضافتنا لخليجي (20) للسيناريو نفسه الذي عاناه الأغلبية في عدن أيام عيد الفطر المبارك (1429هــ) أفتونا يا أهل القرار ونحن على موعد قريب للاحتفال بعيد الأضحى المبارك، ونتمنى أن لا تتكرر هذه المعاناة مرة أخرى، وجميعنا بحاجة للمياه والإمكانيات المادية لأهل عدن لا تسمح باستخدام خدمة عربات نقل المياه (الوايتات) أو كما تسمى في عدن (البوزات) وهي مدفوعة الثمن وتكلف مبالغ كبيرة.

ولماذا لاتضع السلطة المحلية خطة لبناء محطات (لتحلية المياه)، فعدن حاضنة البحر، وسبقتنا في هذه التجربة دول الجوار بالاعتماد على هذه التقنية، فأزمة المياه بحاجة لمعالجة سريعة بوضع الحلول على صعيد الواقع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى