حديقة عدن

> فريد صحبي:

> ما حدث في حديقة البريقة في مدينة عدن الإثنين 6/10/2008 من محاولة الاستيلاء على ارضيتها بكل العنجهية والغرور وتهديد الأهالي بالسلاح وقطع الرأس هو بكل المقاييس عمل إرهابي كامل الأوصاف، يتعدى في خطورته وضرره ما تقوم به المنظمات المتطرفة العالمية من أعمال إرهابية كتلك التي حدثت للسفارة الأمريكية في صنعاء، وما سمعناه عن الخلية الإرهابية التي تم القبض عليها والتي لها علاقة بالمخابرات الإسرائيلية!.

ياسادة.. ما حدث في حديقة البريقة في عدن يضربنا في القلب.. يضرب سلامنا الاجتماعي والوطني.. احذروا من الاستهانة بما حدث أو التقليل من شأنه.. فهو ليس (لعب عيال) أو عمل فرد واحد أو بضعة أفراد، كما يحاول البعض تصويره، لا.. انتبهوا!! إنه داء عضال.. إنه سرطان في الدم.. إنه الفساد وقانون القوة.. إنه الحكومة الخفية التي تحكمنا جميعا (حكومة ومحكومين).. إنه في النهاية سر شقائنا وبؤسنا.. سر تخلفنا وضعفنا!!.

ياسادة.. ما حدث في حديقة البريقة بمدينة عدن له دلالات ومعانٍ يستحيل إخفاؤها أو مواراتها، بل يجب أن نكشفها وأن نعريها، تماما كما يكشف الطبيب عن الداء وموضع الإصابة والمرض في جسد المريض.. وقد قامت «الأيام» بواجبها الوطني، حيث عرضت الحادثة بكل صدق وأمانة ووضوح في عددها الصادر في 8/10/2008.

لم يبق أمامنا الآن إلا أن نتأمل ونتدبر الأمر، ومن ثم نتعاهد ونتعاقد جميعنا حكاما ومحكومين على التصحيح والتغيير، فالله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. هذا إن أردنا أن نخرج من كهوف الإنسان الأول إلى ناطحات السحاب، ومن ظلام القرون الوسطى وغرور الجاهلية إلى نور الإسلام الصحيح وأنوار العلم والفكر الإنساني المتطور.

واعلموا ياسادة أن حديقة البريقة ما هي إلا قطعة صغيرة من أرض الحديقة الكبرى عدن.. جنة عدن.. التي لايسكنها شيطان.

الجنة ياسادة ليست بالأشجار والأزهار.. الجنة ليست بالينابيع والأنهار.. الجنة ياسادة لاتكون جنة إلا بالحب والسلام.. الجنة هي الرحمة والتراحم والإخاء.. الجنة لايدخلها إلا من يحب لأخيه ما يحب لنفسه!.

ياسادة.. من أراد أن يدخل جنة عدن فليخلع نعليه.. يخلع الغطرسة والاستكبار.. يخلع العنصرية والعرقية والمذهبية والمناطقية.. وليتوضأ بماء الحب.. حب العالمين.. وليتطهر بالرحمة.. رحمة الرحمن الرحيم!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى