لجنة الساحل في انعقاد دائم

> الشيخ محمد هادي الكازمي:

> أثار زميلي في لجنة ملاك الأرض الزراعية في بئر فضل وغيرها من الأراضي تقديري وإعجابي لما نشره في صحيفة «الأيام» الغراء نهاية شهر رمضان المبارك، في أحد أعداد الصحيفة، بعنوان (لجنة الساحل)، حيث يقول المثل العام عند الناس «إذا أردت أن تقتل قضية شكل لها لجنة»، وهذا ما ينطبق على حقوق الناس التي تم سلبها دون وجه حق عداء الاستقواء من قبل النافذين بمؤسسات الدولة، التي يفترض أن تكون أكثر حرصا على احترام تلك الحقوق التي يقرها الدستور والقوانين على الورق، ومن دون شك فإن اللجان ظلت تتشكل الواحدة تلو الأخرى، وكان آخرها لجنة (باصرة - هلال) الشهيرة، وتقريرها المقدم لفخامة رئيس الجمهورية الأخ علي عبدالله صالح.. وأعتقد أن لجنة الساحل - التي هي في انعقاد دائم - ليس لديها الشجاعة في اتخاذ القرار الصائب الذي يقر بحق الملاك، ويرغم الجهات المتنفذة على إعادة ما نهبته من تلك الحقوق.. وفي تقديري أن العائق الكبير الذي يحد من الإقبال على الاستثمارات يعود الكثير منه إلى تلك المشاكل التي مازالت عالقة منذ أربع عشرة سنة، ومازالت تلقي بظلالها على أوضاع محافظة عدن، ويبدو الأمر جليا في كثرة تلك اللجان وعجزها عن ملامسة الوضع المؤلم لواقع الملكية المغتصبة، بالإضافة إلى عدم الجدية في إيجاد الحلول العملية وفق الشرع والقانون والدستور.

وليس فقط في لجنة الساحل التي يتكرر بعض أعضائها من لجان سابقة، وكان لهم رأي صائب في تلك اللجان السابقة باتجاه الحلول، لكنهم عندما أصبحوا أعضاء في لجنة الساحل تخلوا عن تلك الرؤى أو المخارج، وخضعوا لرغبة مجهولة ومتعارضة مع الحقوق التي كفلها الشرع والقانون والعرف والدستور.

ومن هنا أدركنا - نحن في لجنة ملاك الأراضي الزراعية بمحافظة عدن - عدم الجدية والنيات الطيبة في الإنصاف.. وأود أن أشير إلى بعض المغالطات التي تقول عن عدن أنها غير زراعية، وهذا مناف للواقع، فعدن عرفت البساتين والمزارع في أطرافها منذ القدم، كما أن ولاية عدن بعد الاستقلال المجيد تم فيها إدماج مشيخة العقربي وأجزاء من سلطنة لحج، وكلاهما من المناطق الزراعية، وليس كما يقولون.. وقد عقدنا العزم على استعادة حقوقنا بالطرق القانونية والسلمية، بما في ذلك النزول الميداني إن اضطررنا، ولن نفرط في أرضنا لأنها هي محور وأساس انتمائنا إلى هذه التربة وإلى هذا الوطن، ولكن مازال لدينا أمل في عقل يمكن أن يعود للحق والتراجع عن النهب والسلب والظلم الذي لحق بنا، وحقنا واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، وقد قررنا أن نقيم ندوة تعالج قضيتنا والقضايا المشابهة لها في الفترة القريبة القادمة (إن شاء الله)، ومازال يحدونا الأمل في المعالجة الصائبة والعادلة.. وبالله التوفيق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى