شراء قطعة أرض لوزير العمل

> برهان عبدالله مانع:

> سرت التكهنات في بعض الدوائر الباريسية في أواخر عهد ديستان بأن الرجل راح يفكر بتشكيل حكومة جديدة، كانت تشير إلى ترشيح وزير العمل روبير بولان البالغ 59 عاما، وهو ديغولي عريق منفتح على المشاكل الاجتماعية، وعلى علاقة جيدة بكل الأوساط الباريسية، وصاحب خبرة سياسية طويلة، وشارك في كل الحكومات من ديغول إلى بومبيدو وديستان.

ولكن تسرب من صحيفة الفضائح «لوكنار أنشينيه» ما يشير إلى فضيحة شراء قطعة أرض في منطقة نورماندي، استفاد منها وزير العمل روبير بولان، وكل ما في الأمر أن معالي الوزير قد دفع ثمنها، لكن أقل من الأسعار المعهودة، ولم يبسط عليها كما هو حاصل في يومنا وزماننا هذا، وبكثرة الأقاويل والتهويل صار ضجة من لا شيء، وما حدث كان كافيا لتلويث سمعة الوزير الذي لم يكن هناك شيء يمس سمعته النظيفة طيلة حياته.

المؤسف حقا أنه وجِد روبير بولان جثة هامدة في غابة رامبوبيه في أكتوبر 1979، تاركا رسائل لزوجته وبعض الصحف، يقول فيها إنه قرر الانتحار دفاعا عن شرفه وشرف عائلته، ولتمسكه الشديد بكرامته، ويلوم بعض السياسيين، وبهذا يتفاجأ الباريسيون أنهم لم يكونوا يتخيلون أن الرجل سينتحر.

نتساءل اليوم، هل من الممكن أن نجد في هذا الزمان رجالا تبؤوا المناصب مثل بولان، ونحن لسنا بصدد من اشترى أو بسط على قطعة أرض، فكان الحال أهون علينا بكثير، لأن الواحد منا أصبح يلتهم ويبسط على عشرات الأراضي ولايفكر ولايخاف ولايُردع، بل يتعامل بلغة القوة، وفي الضفة الأخرى من يمتلكون أحلاما بسيطة، ويتمنون بناء غرفة على سطح المنزل من أجل الزواج، ومستعدون لأن يعيشوا فيها حتى آخر العمر مع أولادهم!.

فلا نبتعد والشواهد كثيرة، ولنستدل بحادثة قريبة جدا تخص فلذات أكبادنا وأمل المستقبل، وهو ما حصل في متنفس حديقة الأهالي بمدينة الشعب (البريقة)، والتحية والشكر على الوقوف المشرف لأهالي المدينة ومجلسها المحلي ونزول محافظنا في ساعتها إلى الموقع.

فمتى ترحم أراضي عدن من البسط، ويستريح أصحاب الحق في أراضيهم، فلا تتسرعوا في الانتحار، وإن حدث ذلك سينتحر الجميع، بل أطال الله في أعماركم، ولانكرر الأخطاء السابقة، وعلينا العيش جميعا في وطن واحد موحد.. والله مع الصابرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى