ثورة 14 أكتوبر في عيدها الـ45

> ناصر صالح العبادي:

> 45 عاما منذ قيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة في جنوب اليمن، التي كانت أولى شراراتها من قمم جبال ردفان، لتهب قوافل من الرجال البواسل ملبين النداء، حاملين أكفانهم على أكتافهم، غير مبالين بما يؤول إليه مصيرهم، هدفهم الخلاص من الاستعمار حتى تحقق لهم حلمهم وأعلن الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م، بعد أن سقطت قوافل من الشهداء والجرحى في سبيل أن ينعم هذا الشعب بالرخاء.. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فأتت الرياح بما لا تشتهي السفن، وبدأت الآمال تتبدد، وبدأ خط السير بالاعوجاج، جراء المؤامرات ضد القيادات والمناضلين الحقيقيين والشرفاء وتصفيتهم والزج بهم في السجون.. وتساقط المناضلون واحدا تلو الآخر، متأثرين بالأمراض والإهمال دون أن يلتفت إليهم أحد، بعد أن حاول الدخلاء على النضال تحريف التاريخ لصالحهم، ونصبوا أنفسهم أبطالا وهم في حقيقة الأمر أقزام، بعد أن خلا لهم الملعب، ليعبثوا بالتاريخ.

وبعد الوحدة ظن من بقي من المناضلين وأسر الشهداء أنه سوف يرد لهم التاريخ الاعتبار ويتم إنصافهم وتحسين معيشتهم، خاصة بعد صدور قانون باحتساب راتب جندي لكل مناضل وشهيد، ولكن القانون ظل حبيس الأدراج حتى يومنا هذا، علماً أنه صدر قبل عدة سنوات!!.

وظلوا يردون قول الشاعر: حسبتها وحدة على دستورها.. لكنها ديمة خلفنا بابها.

وأصبح وضعهم أسوأ من ذي قبل، لأن مصيرهم أصبح مرهونا بالعاصمة صنعاء في كل شيء، وهات ياملفات واستمارات، وتهميش دور فروع الهيئة بالمحافظات، وأصبح مقصورا على صرف الإعانة، عفواً الإهانة - إذا صح التعبير - التي لا تساوي حتى قيمة المواصلات والتي تقدر بـ 2000 ريال في الشهر.. هل يعقل أن يستلم المناضل والشهيد هذا المبلغ، ناهيك عن المتاعب التي يلاقونها جرى استلامهم إياها، خاصة إذا كانوا من الأرياف؟!.

فهل يأتي العيد الـ 46 وقد تحقق ما كان يحلم به المناضلون.. نأمل ذلك!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى