ثورة أكتوبر التحررية

> عبدالرحمن خبارة:

> تمر اليوم الذكرى الـ 45 لقيام ثورة أكتوبر في الجنوب (14 أكتوبر 1963).. ومنذ اليوم الأول للاحتلال البريطاني في (19 يناير 1839) والانتفاضات المختلفة ضد الاحتلال لم تتوقف.. تتوقف تارة وتضعف تارة أخرى، ولم يكن الشعب يهدأ إلا ليثور.

> لم تكن الثورة كما تعاملت معها الإدارة الاستعمارية على أنها مجرد تمرد قبلي لقطاع طرق، بل كانت مقاومة ضارية من قبل الشعب.. وجرى الاهتمام العربي والدولي بهذه الثورة، واستطاعت كل القوى الوطنية نقل القضية إلى المجال العالمي، وفرضت الاحترام والتقدير من قبل كل قوى التحرر المحبة للحرية والتقدم والسلام.

> وما أكثر أسرار الثورة، وحتى الآن لم يظهر إلا القليل منها.. وتذكر كتابات مصرية وعربية وصول وفود سرية داعمة مدنية وعسكرية إلى عدن إبان الثورة، ومن ضمن تلك الوفود العسكرية بعثة من كوبا الاشتراكية عام 1966، حيث عاشت هذه البعثة في منطقتي التواهي والشيخ عثمان، وتجولت في مناطق العمليات العسكرية في مدينة عدن للاطلاع على تجربة الثورة في الجنوب (نويرس بيرس - رئيس قسم العمليات العسكرية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في كوبا)، «عدن.. كفاح شعب وهزيمة إمبراطورية» محمد سعيد عبدالله (محسن).

> ما أحوجنا وأحوج المؤرخين اليمنيين ومراكز الدراسات والبحوث لكتابة الكثير من الأسرار، وطابع هذه الثورة التحررية التي دوخت أعتى إمبراطورية (الإمبراطورية البريطانية).. حيث استمرت حتى توجت في 30 نوفمبر 1967 بالنصر رغم العثرات والمصاعب والخيبات. ومن ضمن تلك العثرات والخيبات الاقتتال الأهلي بين مختلف القوى الوطنية، التي كان يفترض حينها أن توجه كل البنادق ضد المحتلين الإنجليز، حيث أدى ذلك الاقتتال إلى تسلم الجبهة القومية الحكم (منفردة)، رغم الاتفاق في الجامعة العربية على ضرورة قيام حكومة وحدة وطنية من الجبهة القومية وجبهة التحرير والرابطة، حيث دخل الجنوب (تجربة) في محنة الحكم (عبدالرحمن الجفري، محسن بن فريد - الخطوط العريضة لمنهج برنامج حزب رابطة أبناء اليمن).

> وكان من المفروض في مثل تلك المناسبات الوطنية قيام ندوات ولقاءات فكرية جادة لمعرفة المزيد من الأسرار والتجارب لطابع هذه الثورة التحررية العظيمة، لكونها حركة تحرر وطني، لتزويدنا وتزويد أجيالنا الحالية والقادمة بعظمة هذه الثورة، التي قدمت التضحيات الجسام والمعاناة لتحرير الوطن المحتل، لتكون نبراسا يضيء الطريق لبناء الحاضر والغد، بعيدا عن العسف والظلم والمعاناة.

> ولعل أهم تجربة لتلك الثورة اليوم خطورة الانفراد بالعملية الوطنية، أو الحكم لأي طرف وطني، لما يسببه من آلام تعود على الشعب بانتكاسات وطنية وخيبات، بل وكوارث ووقف التنمية الحقة. في قرننا الحالي (القرن الواحد والعشرين) سقطت إلى الأبد النظم الشمولية، كما سقطت أيضا نظرية الحزب الواحد، ويبدو أن رياح التغيير لم تصل إلى اليمن بعد!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى