> عبده حسين أحمد:

لابد أن الناس قد عجزوا عن التفكير والتدبير.. بعد أن ضاعت الطرق وتاهوا في سراديب الحياة.. وفشلوا في فهم مدلول الكلمات والشعارات.. ولابد أيضا أن الناس قد أدركوا أنهم غير قادرين على أن يغيروا واقعهم وأنهم لا دخل لهم في الذي حدث.. وأنهم أضاعوا أكبر فرصة للرفض والانسحاب من الذين نكّسوهم وفضحوهم.

> لكن ما هي النتيجة .. وكيف كانت الخاتمة .. قهروا الشعوب.. ومسحوا بهم الأرض.. وجلبوا العار.. تأكيداً للعجز العام عن قدرتهم في حرية الاختيار وحرية القرار.. ولو كان الناس قادرين على أن يقولوا أي شيء.. أو لو خيروهم بين الهوان والتعذيب.. أو بين العار والموت.. لاختاروا الموت.. وكتبوا- وحدهم- نهايتهم بأيديهم.

> المهم لا كرامة لنبي في قومه.. وفي وطنه أيضا.. ولو كانت للناس كرامة في أوطانهم.. ما صنعوا الأصنام.. ولا نحتوا التماثيل.. ثم عبدوها وتركوها تفعل بهم ما تشاء- في العالم الثالث- تحاكمهم وتدينهم.. قبل أن يحاكموها أو يحكموا عليها.

> ولابد أن الناس عرفوا أن الحكام في العالم الثالث.. يلعبون بهم.. ولكنهم لم يدركوا أن زمن اللعب قد انتهى.. وأنهم كانوا الهدف.. المكسب والخسارة.. فإذا كسب الحاكم لابد أن يخرج الناس ويهتفوا بالروح والدم نفديك ياضرغام .. وإذا خسر يهون كل شيء.. وكل قيمة وكل مبدأ وكل أحد.

> والناس في العالم الثالث هم الكرة.. وهم جمهور المتفرجين.. والحاكم هو اللاعب الوحيد الذي يلعب بالكرة.. أي بالناس.. ويهمه أن ينتصر بهم وعليهم.. ولايهمه أن يغضبوا أو ينهزموا.. المهم أنه يلعب بالكرة.. وأن يكون بارعا في اللعب.. لكي يكسب أكثر ويأكل أفضل ويعيش أطول.

> وقد استطاع بعض الحكام أن ينقل اللعب من ميادين الكرة.. إلى ميادين الحرب.. المهم كله لعب.. لعب بالكرة أو لعب بالأرواح.. ومن المؤسف جدا أن بعض الحكام يفهم في قواعد وأصول اللعب في ميادين الكرة.. ولايفهمها في ميادين القتال.. وقد قامر بعضهم باللعب بملايين الأرواح.. وقالوا (انتصرنا).. ثم دفعوا ثمن الانتصار المؤزر الأموال بعد الأرواح.. هم الذين كذبوا.. ثم صدقوا.. وضحكت عليهم شعوب العالم ولم يرحموا.

> ومن المؤكد أن الحكام في العالم الثالث مثل لاعبي كرة القدم.. هواة ومحترفون.. بعضهم يلعب بالفاضي.. وبعضهم يلعب بالمليان.. ولكن كلهم يلعبون.. هم اللاعبون وشعوبهم هي التي تتلقى الرفس والضرب والذل والهوان.. ولكن أعقلهم هو الذي يلعب على أرضه.. وبين جمهوره.. ولايحتفظ بالكرة تحت أقدامه فترة أطول.. ولايتطاول على ملاعب الآخرين.. لأن قواعد اللعبة تغيرت.. وأصبح من حق الفرق الأخرى.. أن تلعب بلاعبين من الخارج.. أكثر قدرة ومهارة.. ولا بأس أن يدفعوا لهم الملايين.. وبالعملة الصعبة.. لكي يلعبوا بالنيابة عنهم.. ويلحقوا الهزيمة بالفريق الآخر.. إذا هو تجاوز حدوده- الرمال والبحار- ولعب في أرض غير أرضه.. وبين جمهور غير جمهوره.

> ومرة أخرى نعود إلى (خليجي 20) الذي اتفق في الظاهر على انعقاده في بلادنا عام 2010.. نريد أن نعرف من الذي يلعب بالآخر؟ .. هل اللجنة العليا أم وزارة الشباب والرياضة أم اتحاد كرة القدم؟.. أم أن الدولة تلعب بهم وعليهم؟.. أم أن الجميع يلعبون بنا ويضحكون علينا؟!.

> صدق الذي قال (جَدْي يلعب على تيس)!