> تحولت ساحة في وسط بيروت شهدت تظاهرات سياسية عدة الى ملتقى ديني له دلالات سياسية تمثل في افتتاح جامع محمد الامين للمسلمين السنة في وسط بيروت بمحاذاة ضريح رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري.

وتحت قبة زرقاء ضخمة وبين اربع مآذن شارك الالاف في اول صلاة للجمعة في المسجد الذي يعد أكبر مساجد لبنان حيث تحولت المناسبة الى تظاهرة لمسلمين سنة هتفوا لزعيمهم سعد الحريري نجل رئيس الوزراء الاسبق ووريثه السياسي.

وكان الحريري الاب الذي تسبب اغتياله في العام 2005 في أسوأ ازمة سياسية منذ الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 قد وضع حجر الاساس للمسجد قبل ست سنوات لكن نجله سعد ازاح الستار اليوم (أمس) عن اللوحة الذكارية.

وألقى خطبة الجمعة مفتى الديار المصرية الشيخ علي جمعة الذي تحدث عن اهمية المسجد في الاسلام قائلا "المسجد بنيان مقصود به الانسان ومعنى المسجد عبادة الله. اسس على التقوى... وينبغي ان يستمر جميلا في مبناه قويا في معناه."

شارك في الصلاة اضافة الى سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ومفتى الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وحشد من الرسميين والمصليين.

ويقع المسجد في منطقة تعج بالمساجد والكنائس ودور العبادة والاثارات وهو يتألف من اربع مآذن يصل ارتفاعها الى 72 مترا وقبة فوق قاعة الصلاة يبلغ ارتفاعها أكثر من 42 مترا وقد اعتمد في التصميم المعماري العام على الطابع العثماني والطابع اللبناني وجاءت المفردات المعمارية والتفاصيل والزخرفات على الطابع المملوكي.

وتبلغ المساحة الاجمالية للمسجد 10711 مترا مربعا موزعة على اربعة طوابق تتسع لحوالي خمسة الاف مصل يضاف اليها حوالي 2500 شخص عند استعمال الفراغات الاخرى والقاعة المتعددة الاستعمال والردهات الخارجية.

وغلف المسجد كله بالحجر باللون الاصفر الذهبي وزخرفت اطرافه بالكرانيش والاحجار المطعمة باللون الابيض وكيست القباب باللون الازرق اللازوردي وركزت على راس القباب والمآذن اجسام مكورة متعددة الطبقات تنتهي بهلال صنع من النحاس الاصفر وكيست بماء الذهب.

وغطيت القباب بالسيراميك الازرق العابق لونه بزرقة السماء المستورد خصيصا من ايطاليا وتمت زخرفة القبة الداخلية بنقوش مذهبة وتتوسط القبة الرئيسية ايات من صورة النور وتتدلى منها ثريا من الكريستال.

وقال مدير المشروع وهبة سرحال "انا كنت مدير المشروع ولكن فعليا كنت انفذ افكار ومخططات مدير المشروع الفعلي الذي هو دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري."

تفتح الواجهة الشرقية للمسجد على ساحة الشهداء التي احتضنت منذ العام 2005 اكبر التظاهرات ضد الوجود السوري في لبنان متهمة دمشق باغتيال الحريري لكن سوريا التي نفت اي دور لها واضطرت الى سحب قواتها من لبنان تحت ضغط دولي.

ويقام اليوم السبت الافتتاح الرسمي للجامع بمشاركة 700 شخصية روحية ورسمية من لبنان ودول عربي واسلامية. رويترز