بين الصميل والتأجيل.. المتقاعدون مبجمون على خل!

> نعمان الحكيم:

> لماذا في بلادنا تتحول الوعود إلى مماطلة، وتسويف ونكران وجحود، ولماذا أيضا تتم هذه الأمور، تحديدا، على المساكين الذين كانوا ومازالوا هم ثروة الوطن وعماده ومدماك تطوره وبقائه.. لماذا تتم الوعود ولاتنفذ؟ والتركيز هنا على جانب فقط، هم المتقاعدون.. رجالات التجربة والخبرة وصناعة مستقبل أجيالنا، بل مستقبلنا نحن الذين مازلنا على عطاء وتضحيات هؤلاء نعيش ونرفل بنعمة الحياة بينما هم كما يقول المثل: «مبجمون على خل»!.

ومن المؤلم والظلم الفادح أن تطلق الوعود بتسليم حقوق المتقاعدين في فترة لاتتجاوز شهر رمضان الكريم، الشهر الذي خصه الله سبحانه وتعالى بأن أنزل فيه القرآن.. وإلى اليوم، الكل في زيارات لمراكز البريد، اللهم من تسليم العمالة الفائضة وبعض الشرائح حقوقها في رمضان، وهذه حسنة تحسب لأهلها في ميزان أعمالهم يوم القيامة- إن شاء الله تعالى- لكننا اليوم بصدد عشرات الآلاف في عدن بالذات، وبعد أن مر عيد الفطر السعيد، وهم في كآبة وهم وغم، ثم مر عيد الثورة (14 أكتوبر) التي رفعت رؤوسهم وكرامتهم في زمن ماضٍ، مر العيد والحاجة مضاعفة للمصاريف، وتسلم المبالغ التي تم الإشارة إليها، ولم تسلم، وكأننا في دولة لا قوانين لها ولا أخلاق، في حين هي دولة نظام وقانون وأصول، لكن ينقصها الصميل!.

لقد مل الآلاف في عدن من كثر المتابعة والوعود، وبعضهم أثنى على الشاب عبدالعظيم القدسي، الذي قالوا عنه إن وعوده في أغلبها تتحقق، فأين الحقوق التي صارت عقوقا ونكرانا لقيادات خدمت بإخلاص وتفانٍ، ولم تنل إلا القليل، برغم رصيدها الأخلاقي الذي لاينضب، وصدق أمير الشعراء، القائل:

«إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا».

بالله عليكم، ما الذي يؤخر هكذا حقوق، محسوبة وموزونة ومعروف ناتجها، ما الذي يجعل هذه الأمور تتفاقم لتشكل عبئا على الدولة والمجتمع.. ثم كيف نفسر تصريحات القيادات وتوجيهات رئيس الدولة، وكله يذهب (فشنك). أليس ذلك عملا جديرا به أن يناقش ويصعد إلى أعلى المستويات؟!.

إن المتقاعدين ينظرون إلى صحيفة «الأيام» بإكبار وإجلال، ويناشدون الناشرين هشام وتمام باشراحيل ألا يقفا عند حد نشر التصريحات والأخبار والتضامن والمساندة فحسب، بل يطالبونهم بتصعيد أصواتهم المنددة بهكذا استخفاف بالحقوق المكفولة دستوريا وقانونيا، فقد مل الناس من هذه الإجراءات الباطلة المعرقلة.. ثم ما دخل المواطن المتقاعد في مسائل مثل (الفتوى، التعزيز، المصرح، الإشعار البنكي.. إلخ).. المواطن مثلما خدم وقدم للآخرين خدمات إنسانية نموذجية، يريد حقه بنفس المقياس، إن لم يكن (أفضل) منه، لكنه جاء (أفظع) من سابقه.

هي صرخة للناشرين أن يضاعفا من مواقفهما الوطنية المشرفة تجاه هذه (الحالات) التي لو نظرنا إليها لأصابنا الإحباط وخيبة الأمل لاستفحالها وتأصلها في الواقع، لهذا يكون المتقاعدون على أمل أن تصدق الوعود قبل نهاية شهر أكتوبر الذي فجر الثورة وحقق الاستقلال، وكان من صناعه تلك الكوكبة من الكفاءات التي صارت اليوم مثل (....) على أبواب البريد.. وعذرا على عدم ذكر العبارة احتراما لتلك القيادات وتاريخها الناصع.

وعبر «الأيام» التحايا للأخ عبدالعظيم القدسي الذي يتفاعل مع المتقاعدين الذين حملوني نقل تحاياهم، وهي لعميد «الأيام» (الابن) هشام باشراحيل وأخيه تمام أطال الله في عمريهما وأسرتيهما الكريمتين. وإن غدا لناظره قريب!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى