كــركــر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> لا بد أن يجيء يوم يعرف الشباب ماذا يقول.. وكيف يقوله.. فليس من الضروري أن يفهم الإنسان في قضايا كثيرة كي يعبر عنها.. فهو عنده ما يقوله.. وعنده تجربة أيضا.. وهو يستطيع أن يسرد حوادث مهمة تربطه بغيره في المجتمع.

> ومن المؤكد أن هؤلاء الشبان لا أحد يدري عنهم.. ولا أحد يهمه من الناس أن يلفت نظرهم إلى أهمية هذه الحياة.. وكيف أن الحياة ليست قاسية وغامضة.. ولو أن النظام قاس وغير مبال.. ولسبب أو لآخر نجد أن أكثر الشبان قد يتصرفون بأساليب خالية من المنطق والعقل.. باعتبار أن كل شيء في حياتهم عاديّ جدا.. ولا بأس إذا هم غضبوا على كل ما هو عادي.. ثم ضربوه بالحائط.. أو مسحوا به الأرض.

> المهم كيف نتعامل مع هؤلاء الشبان.. هل يكفي أن نشعرهم بقيمتهم في المجتمع.. وأنهم يساوون شيئا في الحياة؟.. أم نهملهم ونتركهم ضحايا للبطالة والعبث والتمزق والتشرد.. فمن الواضح جدا أنه من الممكن أن يكون الإنسان حرا.. وأن يكون مسئولا عن حريته.. ولكن من الصعب جدا أن يطالب الإنسان نفسه أو غيره بعدم الارتباط بأحد.. أو الالتزام بشيء.. وتصبح العلاقات الإنسانية كذبا في كذب.

> ثم ليس أسهل على الإنسان من الادعاء الكاذب.. ولا أسهل من الكلام.. فهو قادر على أن يقول كل شيء.. ولا أحد يستطيع أن يعترض على ما يقوله.. ولكن الناس ليس عندهم احتمال أو صبر على الكلام في صورته الكاذبة أو المبالغة.. فالشبان لايعرفون مدى بساطة وسذاجة الحياة.. ولكن الذي يفهمونه جيدا أن الحياة صعبة ومعقدة.. وأنهم لكي يعيشوا لابد أن يكونوا أكثر حرية وأكثر انطلاقا.. ليجدوا تفسيرا معقولا لأشياء معقولة يفعلونها كل يوم.

> ومن المؤكد أن المشكلة الأساسية عند الشبان اليوم.. أنهم أصبحوا يشعرون بأن كل الذي فكروا فيه.. وخططوا من أجله.. لا قيمة له.. وأنهم قرأوا ودرسوا وذاكروا جيدا في الثانوية العامة والجامعة.. وبعد أن تخرجوا وجدوا الحياة وما فيها خارج المقرر الذي درسوه.. وأصعب مما تصوروه.. لذلك فإنهم يتصورون أن هذه الحياة لا بد أن تتهدم فوق رؤوسهم بلا وجه حق.. ثم لايعرفون ما الذي حدث وسوف يحدث أيضا.. وكيف يفلحون في أن يتجاوزوا هذه المحنة.. بالرغم من أن شعورهم بأن شيئا من ذلك لايهم.

> إذن هؤلاء الشبان لا عرفوا الحياة.. ولا استعدوا ولا تم إعدادهم لها تماما.. لماذا؟.. لأن المدارس والمناهج المقررة لم تكن مؤهلة ولا كافية لإعدادهم لمواجهة الحياة ومشاكلها، وتجاوز الصعوبات التي تفرضها طبيعة الحياة العامة بعد الدراسة.. لذلك ليس من المعقول أن نترك شبابنا فريسة سهلة للبطالة والضياع.. ضياع الماضي وضياع الحاضر بسبب الذي لا عرفوه ولا جربوه من قبل.

> ومن المؤكد أيضا أن عيب هذه النتائج.. كانت بسبب مقررات دراسية غير ملائمة وبعيدة عن روح العصر.. وتوترات عنيفة بين الشبان تشير إلى أنها بسبب أزمة مساكن.. وأزمة عمل.. وأزمة غلاء في الطعام والزواج.. وأزمة ثقة.

> إن لدى بلادنا الموقع الجغرافي.. والموقع الإستراتيجي.. لديها الأرض الزراعية.. ولديها قبل كل شيء الإنسان اليمني الذي تحمل كل أنواع القهر والكبت والظلم والضغط والإرهاب.. ولكنه لايزال يتطلع إلى غد أفضل ومستقبل أجمل..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى