لنوقف العبث واللعب بالنار

> أحمد عقيل باراس:

> ربما سنبدو في نظر البعض خونة، عملاء، مخطئين، مغررا بنا، مدفوعي الأجر، أو غيرها من التهم والصفات التي أصبحنا للأسف نوزعها جزافاً هنا وهناك بمناسبة أو من دون مناسبة على كل من نختلف معهم أو لا يشاركونا الرأي، بل وربما نجد من يذهب بعيداً فيحلل دمنا أو يتوعدنا بالنفي.

لكن هذا لا يهم ولن يثنينا عن قول كلمة الحق التي نعتقد أنها حق، بغض النظر أوافقنا أحد الرأي أم لم يوافقنا، مادمنا لا نقصد من ورائها خطب ود فلان ولا كسب رضا علان بقدر اهتمامنا بإظهار الحقيقة ولاشيء غير الحقيقة يدفعنا إلى ذلك حرصنا على أمن وسلامة هذا الوطن الذي نعيش ونحيا فيه، فما يجري حولنا من أحداث متسارعة وما يحدق بنا من أخطار يجعلنا حقيقة نشعر بالقلق والخوف، حرب في صعدة انتهت يحاول البعض تفجيرها مرة أخرى، احتقانات وقلاقل في المحافظات الجنوبية تكاد تخفت يوجد من يعمل على إشعال جذوتها، هجمات انتحارية (إرهابية) يائسة للقاعدة تعاود الظهور من جديد بعد أن ظننا أنها اختفت، وهذه كلها أخطار تستهدف التنمية والسلم الاجتماعي، إلا أن ما يهمنا هنا وما نحن بصدده ونعتبره أكبر تلك الأخطار وأشدها ما يحدث حالياً ويعتمل في عدد من المحافظات الجنوبية من افتعال وخلق للأزمات ومحاولة البعض جعلها ساحات لتصفية الحسابات ومكاناً لإثارة الصراعات مستغلين مظالم الناس فيها بفعل حدوث بعض الأخطاء والتجاوزات الفردية التي حصلت من قبل بعض القيادات التنفيذية والعسكرية بعد انتهاء حرب الانفصال، وما ترتب عليها من احتقانات واعتصامات ظهرت مؤخراً في عدد من مدن بعض المحافظات الجنوبية.

صحيح لا أحد ينكر أن المظالم هي التي دفعت بالناس إلى النزول إلى الشارع، لكن الاستمرار في النزول إلى الشارع إلى مالا نهاية ومن دون هدف واضح ومحدد وفي ظل وجود أشياء إيجابية كبيرة تحققت على أرض الواقع عملت السلطة على تحقيقها، قد أوصل الأمور حالياً إلى مستوى يصعب تجاهله بل ويجعله بما خلفه من آثار وتداعيات من الضرورة بمكان التوقف أمامها والاستماع لصوت العقل والمنطق، بدلاً من الهرولة غير المدروسة للأمام، والبحث فعلاً عن حلول وخيارات أخرى غير تلك الحلول والخيارات المتطرفة التي يحاول بعض القائمين على هذه الاحتقانات دفعنا نحوها وفرضها علينا لتبدو وكأنها هي الخيارات والحلول الوحيدة والمتاحة، غير آبهين بما يترتب عليها من نتائج كارثية علينا وما تمثله من خطر حقيقي لا يتهدد حياتنا ووجودنا وحسب بل ويتهدد مستقبلنا أولادنا. لذلك كله وبعد مضي أكثر من عام على هذه الاحتقانات أو ما يسمى بالحراك السلمي في هذه المحافظات نعتقد أن الوقت قد حان لأن نقف مع أنفسنا وقفة جادة وصادقة لتقييم التجربة السابقة التقييم الحقيقي بعيداً عن التشنجات والشطحات التي لا تخدم أحداً ولا تفيد قضية قبل أن نصل إلى مفترق الطرق ونجد الناس وقد انفضوا من حولنا ونخسر أكثر مما خسرناه، والمسألة هنا لا تتطلب جهداً ولا تحتاج إلى تنظير ومزايدات، فقط نلقي نظرة على الأمور بواقعية أكبر لنرى ماذا حققنا، وما الذي لم نستطع تحقيقه، ولو فعلنا ذلك لوجدنا أن ما تم تحقيقه منذ أن بدأت هذه الاحتجاجات بواسطة جمعيات المتقاعدين العسكريين وحتى اليوم، لوجدنا أن هناك أشياء كثيرة وكبيرة لا يستهان بها قد تحققت، منها تسوية ورفع معاشات الآلاف من المتقاعدين العسكريين والأمنيين، وإعادة القادرين منهم إلى أعمالهم، وترتيب أوضاع بعضهم في وظائف قيادية، ومنح أعداد كبيرة منهم امتيازات عدة من سيارات ومحروقات وتموين غذائي، وتعويض من أخذت أراضيهم، إنها أشياء بالتأكيد ما كان لها أن تتحقق لولا جهود وتضحيات الناس ولولا حكمة ونبل وحلم فخامة الأخ الرئيس القائد علي عبدالله صالح (حفظه الله) رئيس الجمهورية، الذي يعود إليه الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في عصم دماء وأرواح كثيرين وتجنيب البلاد منزلقاً خطيراً كادت أن تقع فيه. وعليه فإن من الواجب علينا اليوم جميعاً أن نحافظ على هذه الجهود والتضحيات وأن نصونها ليس بالمزيد من التضحيات كما يود البعض وإنما بالصبر وبالقبول ومن الواجب علينا أيضاً أن نحترم هذه الحكمة وهذا النبل وهذا الحلم الذي غمرنا به فخامة الأخ الرئيس القائد علي عبدالله صالح (حفظه الله) رئيس الجمهورية ليس بالجحود والنكران وإنما بمبادلة الحسنة بالحسنة والوفاء بالوفاء.

وختاماً دعوة نوجهها من القلب إلى آبائنا وإخواننا وأبنائنا وإلى العقلاء من رموز هذا الحراك، لأن يسعوا جاهدين إلى إيقاف هذا العبث، وهذا اللعب بالنار والاكتفاء بما تحقق حتى الآن، ونوجهها دعوة إلى قائد المسيرة وصاحب القلب الكبير والأب الحنون بطل الوحدة والسلام رمز التسامح والعفو فخامة الأخ الرئيس القائد علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، لأن يعفو ويصفح عن المخطئين والمسيئين ويطلق سراح جميع المعتقلين والمسجونين على ذمة هذه القضايا والأحداث التي شهدتها بعض المحافظات الجنوبية، ولنطوي هذه الصفحة من حياتنا وللأبد وليعود كل منا إلى حقله وعمله ونترك قيادتنا السياسية تتفرغ لما هو أهم من تنمية ونهضة وبناء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى