على قلبي مشيت

> فاروق ناصر علي:

> «الموت ياشعراء جيل الجرح بالمرصاد واقف/ الموت للصوت المكبل بين آلاف المعازف/الموت.. قلت فحاذروا لغط الأكاديمية الصفراء واجتنبوا المتاحف/ في معهد الريح ابتدأنا.. فلنكمل في العواصف»

(سميح القاسم)

لقد قررت عصبة الفيد والفساد والمتاجرون بالدين من أكلة السحت وشهود الزور الحقراء وأذناب القرون وبغايا صحف الزيت أن يجعلوا من صحيفتنا العزيزة «الأيام» هدفاً دائماً كلما ارتفع صوت الحق المراق ضد الباطل الذي ألبسوه عباءة حق قذرة، يعرفها كل شرفاء الجنوب العظيم، وكل شرفاء الأرض.. ونحن- كتابها- نعرف هذه اللعبة منذ عام 1997، وليس من اليوم، وهم مايزلون كما عرفناهم منذ 94/7/7، لايتغيرون، ولا وقت لديهم لقراءة تاريخ الشعوب المقهورة، هدفهم نهب الثروات وفتح الباب على مصراعيه لعصبتهم السالف ذكرها لتعمل ما تريد، منطلقة من كون القانون الواجب فرضه والخضوع له هو شرع الغاب.. هو القانون الوحيد.

والقضية الواجب معرفتها لاتنحصر في التهديد والوعيد، لاتغرقوا يامن تقفون اليوم كما وقفتم مع هذه الصحيفة العزيزة علينا «الأيام»، القضية تكمن في موقف مراكز (القوى والفساد) المسيطرة على مفاصل الدولة، بأن تبقى «الأيام» في ظل تكون أو لاتكون!!. سأوضح قولي باختصار شديد: تكون مجرد صحيفة أهلية مستقلة اسمياً، وفي جوهرها تابعة لهم، الأمر الذي يبعد وينفر القراء منها، وهم سيدعمونها مالياً كيفما شاءت، لكنها ستصير مجرد صحيفة مرفوضة من كل الشرفاء.. ولاتكون أي أن تنتهي، وهنا من الصعب شطبها خشية من الرأي العام الخارجي بشكل خاص والدول المانحة و المنظمـــات المطالبة بحرية الصحافة، لذا يصبح التهديد والوعيد والتضييق على كتاب محدودين هو أكثر سهولة من الإيقاف.

لذا وجب على الشرفاء في (الجنوب) بصفة خاصة والشرفاء في العالم كله بصفه عامة أن يحموا الصحيفة والأسرة.. لأن «الأيام» لاينبغي النظر إليها كصحيفة وتناسي الأسرة (عائلاتهم)، ومن يدافع بحق عليه واجب تشكيل السياج الأمني الخاص للأسرة.. ولاتسألوا عن ميزان العدل، بالأمس كان مجرد ميزان مقلوب، لاتنفذ الأحكام الصادرة منه لصالح أبناء الجنوب، والشواهد كثيرة لقضاة يحترمون شرف المهنة، ولاتنفذ قراراتهم.. أعيد القول: بالأمس كان مجرد ميزان مقلوب، أما اليوم فهو مشطور مكسور ومصلوب.. هذه هي القضية الواجب استيعابها وفهمها، فكم مرة نادت «الأيام» والأعزاء (هشام وتمام) السلطات المختصة طلباً للعدالة؟! لا داعي للإجابة.

ويبقى القول ما قاله الشاعر:

«وعرفنا ما الذي يجعل صوت القُبَّرة/ خنجراً يلمع في وجه الغزاة/ وعرفنا ما الذي يجعل صمت المقبرة/ مهرجاناً.. وبساتين حياة/ جبهتي لاتحمل الظل وظلي لا أراه/ وأنا أبصق في الجرح الذي/ لايشعل الليل جباه/ خبئي الدمعة للعيد فلن نبكي سوى من فرح/ ولنسمِّ الموت في الساحة عرساً.. وحياة».

(محمود درويش)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى