> نجيب محمد يابلي:

في سلسلة التهديدات والاستفزازات التي تتعرض لها «الأيام»، وكان آخرها الرسالة التي تلقاها الزميل هشام باشراحيل رئيس التحرير عند الساعة 10:51 من مساء الخميس الماضي 16 أكتوبر 2008 على هاتفه السيار من هاتف سيار رقمه (733496340)، رغم اختلاط الحابل بالنابل فيها، إلا أنها سياسية تنقصها الحنكة، وسيدرك القارئ الحصيف أنها تعكس أزلية الصراع بين (الحق والباطل).

أضع بين يدي القارئ هذه الحوارية بين الحق والباطل لمفكر وحكيم مسلم كبير، وهو الدكتور مصطفى السباعي في كتابه (هكذا علمتني الحياة) ص (14) هذا نصها:

«تمشى الباطل يوما مع الحق.

فقال الباطل: أنا أعلى منك رأسا.

قال الحق: أنا أثبت منك قدما.

قال الباطل: أنا أقوى منك.

قال الحق: أنا أبقى منك.

قال الباطل: أنا معي الأقوياء والمترفون.

قال الحق: «وكذلك جلعنا في كل قرية أكبر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون».

قال الباطل: أستطيع أن أقتلك الآن.

قال الحق: ولكن أولادي سيقتلونك ولو بعد حين».

الظاهرة البارزة المحزنة تتمثل في (تردي الأوضاع العامة)، فحقوق الناس في ملكيتهم مهددة (خذ على سبيل المثال منطقة اللحوم بدار سعد)، وتفشي القرصنة البحرية في مياه خليج عدن التي انتزعت قرارا من مجلس الأمن بمنح القوى الدولية سلطة المرابطة لقطع عسكرية بحرية في خليج عدن، واستخدام القوى لردع أعمال القرصنة وأعمال العنف التي تعرض لها ناشطون سياسيون وحقوقيون وكتاب ومبدعون باعتقالهم بصورة منافية لروح الدستور والقانون، وأرادت السلطة تجييرها جنائيا، تم تراجعت وغسلت خطيئتها بإصدار قرار العفو.

كل هذا وذاك ناهيكم عن التحديات التنموية: (الصحة والتعليم والبنية التحتية ومحاربة الفساد وتعظيم التوجه نحو الصادرات وتطبيق الشفافية وخلق مناخ جاذب للاستثمار ودخول منطقة عدن الحرة في تنافس مع المناطق الحرة في المناطق المجاورة، وذلك بترجمة نظام متكامل لتنمية الموارد البشرية على أرض الواقع).

لن يتحقق ما ذكرنا إلا في ظل نظام مؤسسي.. في ظل دولة النظام والقانون التي تكافئ المحسن وتعاقب المسيء.

في ظل الانتماء للوطن، أما إذا تشردم الانتماء فعلى الوطن السلام.. والله من وراء القصد.