اللي رماك على المر

> جلال عبده محســن:

> الوظيفة ووفقا لتعريفها السائد بأنها مصدر الرضا الأساسي الذي يسعى إليه المرء في حياته، وهو مصدر رزقه وسعادته, وأهم عامل يدخل في تكوين شخصيته وتحديد مركزه في المجتمع.

وارتفاع مستوى الرضا للموظف واستقراره الوظيفي يعني في المقابل أداء أفضل وزيادة في الإنتاجية.

ولكن الكثيرين من الموظفين يملون عملهم جراء بقائهم في الوظيفة نفسها ولسنوات عديدة دون تلاؤم بين خصائصهم الشخصية وبين خصائص العمل الذي يمارسونه، وما قد يتسبب من ضغوطات نفسية تبعا لذلك, تظهر عادة من خلال تدني مستوى الأداء وكثرة الغياب والتمارض, وهو ما يحذر منه علماء النفس والسلوك, الأمر الذي ينعكس سلبا, ليس فقط على بيئة العمل بل على الحياة الأسرية والمجتمعية بشكل عام.

وتهتم أغلب منظمات العمل بتنمية المسار الوظيفي للأفراد، من خلال ثلاثة محاور رئيسية، فالمحور الأول يتعلق باختيار المسار الوظيفي، ويعتمد هذا المحور على تدريب الفرد على كيفية التعرف على نفسه المعرفة الحقيقية للتأكد من قدراته الفعلية ورغباته وشخصيته.

والمحور الثاني يتعلق بتعديل المسار الوظيفي، حيث يعتمد هذا المحور على إجراء مجموعة من التحليلات يجريها الفرد بنفسه للتعرف على نوعية ومسببات المشاكل الوظيفية، ومساعدته على نجاحه في التعرف على تلك المسببات لتعديل مساره الوظيفي باختيار البديل المناسب.

والمحور الثالث يتعلق بتطوير وتنمية المسار الوظيفي عن طريق التعليم والتدريب لزيادة المعلومات والمهارات.

ورغم أهمية تلك الخيارات إلا أن مجرد الحديث عنها في ظل واقع البلدان المتخلفة، ومن ضمنها بلادنا، في ظل فرص العمل الشحيحة التي لاتتناسب مع مخرجات العملية التعليمية، وفي ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها تلك البلدان، يصبح الحديث عن تلك الخيارات نوعا من الترف عن كونها حقائق علمية ينبغي مراعاتها، لكوننا لانملك الفرص المتاحة لاختيار الوظيفة، أو تحديد مساراتها، فبعد طول انتظار تمتد إلى عدة سنوات، قد يظفر الشخص بوظيفة خاصة أو عامة، تجعله يتجاوز تلك الخيارات، ولو على حساب ضغوطاته النفسية، وإبداعاته الخاصة، متحملا تبعات ذلك، على أن يظل عاطلا عن العمل، والذي رماه على المر الذي أمر منه، على حد تعبير إخواننا المصريين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى