«الأيام» سيرة مدينة

> أبوبكر السقاف:

> يندر أن تتوحد صحيفة أو مؤسسة بوطن كما يحدث في السنوات الأخيرة مع «الأيام»، فقد أصبحت أكبر من صحيفة وأرفع من منبر للاحتجاج.

أصبحت صوت شعب سدت في وجهه كل آفاق التعبير، بادر بخوض معارك الميادين والشوارع، فكانت «الأيام» هي التي تقدم صورته إلى الناس في الداخل والخارج، ولذلك فهي أكبر من صحيفة وأكثر تأثيرا من منظمة سياسية تقيد نفسها في حدود معينة.

أصبحت «الأيام» فضاءً حرا مفتوحا يتنفس في رحابه المذلون والمهانون الذين لم يتخلوا عن جذوة الأمل التي تحركهم رغم قتوم الواقع وأغلال الظلم والرصاص والزنازين والمحاكمات التي لاتمت إلى مفهوم القانون ومثال العدالة بأية صلة.

إن «الأيام» وعلى طريقتها تتوحد عبر مهنية رفيعة بالأرض وبالمستقبل ولا تتنكر لماضيها عندما ظهرت لتكون جزءا من حركة الدفاع عن الوطن والكرامة والاستقلال. والكرامة الإنسانية هي كل هذه المعاني وسر قوتها. إنها تواصل سيرة جميلة لمدينة تطل دائما على أفق الحرية وتصنع الإخاء والمحبة بين أبناء وطن يعشق الحرية ويرى فيها هويته ومصيره.

وكلما زاد إقذاع السفهاء في الإساءة إليها دل ذلك على أنها على الطريق الصحيح. يحلم الاستبداد بعدن خالية من «الأيام»، وهذا مستحيل لأنه يعادل إلغاء لا لتاريخ عدن بل وتاريخ الجنوب، والناس لا يقتلعون من جذورهم بالسهولة التي تتغير بها الدُرجة (الموضة) لأنهم يتوحدون بتاريخهم ويدافعون عنه.

2008/10/19

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى