لكِ اللهُ يا حضرموت

> محمد بالفخر:

> اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه ، هذا ما ورد في الأثر وكان الناس تدعو به عند الأزمات والكوارث، وأهل حضرموت تلهث ألسنتهم بهذا الدعاء المبارك فالقضاء قد نزل ولا راد لقضائه سبحانه وتعالى ودعاؤنا أن ينزل معه اللطف وتنزل معه السكينة والطمأنينة والرضاء والأمل والتفاؤل والصبر وما الصبر إلا عند الصدمة الأولى.

هذه هي حضرموت قدر الله عليها الابتلاء فمن صبر كسب الأجر.

هذه الكارثة كشفت المستور وعرّت الكثير والكثير من المشاريع ذات النوع السفري التي تم إنجازها فيما سمي ورشة عمل جبارة تصل الليل بالنهار وفي زمن قياسي مقداره أقل من ستة أشهر!!. ستة أشهر يا جماعة منذ تاريخ القرار وانتهاء التنفيذ، هل تلك كانت مشاريع إستراتيجية أم أنها كانت كلفتة في كلفتة نالت التصفيق والإعجاب وقفزت بأناس إلى المراتب العليا من الثرى إلى الثريا وألقت بآخرين كانوا من الصادقين إلى غياهب النسيان لأنهم حذروا ونبهوا وقالوا «لا تغركم شبعة العيد» فأين الاستراتيجيات إذاً؟ ونسينا الحكمة الشهيرة «إن فاقد الشيء لا يعطيه».

وصدق الشاعر رمضان باعكيم في قوله:

اللي باينظمها مخالف للوائح مانتظم

وكيف باتنتظم وسادتها يعكسون النظام

وقد يقول قائل هذه سيول وأمطار غزيرة غير معهودة، هذا صحيح لكن لو أن هناك عملا متقنا ضمن أعلى المواصفات والمقاييس العالمية ومنفذا بأمانة وإخلاص وإتقان سيقاوم كل المتغيرات مع العلم أن التكاليف الباهظة كان بإمكانها أن تصنع منجزات غير عادية لكنها الكلفتة يا سادة يا كرام! فبالله عليكم واد مثل وادي بويش ألم يكن يستحق جسراً معلقاً كجسر باتيس في محافظة أبين الذي بناه الرفاق الصينيون قبل أكثر من واحد وثلاثين عاما وهو بفضل الله قائم على أحسن حال على الرغم أنه كان مجانيا. ألا يستحق الوادي الذي يمر بالخربة والطويلة وفوة القديمة والذي إذا سال انقطع الوصول إلى المستشفى الرئيسي لحضرموت (مستشفى ابن سينا) وتصوروا حالة الإسعاف لأي طارئ كيف ستكون نهايتها والوادي مقطوع بالسيل ألا يستحق ذلك الوادي جسرا معلقا كالجسر الصيني في شارع الزبيري أو كجسر جولة مذبح وجولة عمران؟! ثم إن الجسور المعلقة التي عملت كجسر امبيخة البحري أو جسر وادي شحير الذي لم ينته العمل فيه بعد (تصوروا جسور نص كم)، جسر في منتصف الوادي وطرفاه يردمان بالتراب ويلبسان بالحجارة، أو ليس الطرفان جزءا من الوادي وإذا جاء سيل كبير كهذه السيول ماذا سيكون مصير الجسر وطرفاه من تراب؟.. إذن سلموا لي على الإستراتيجيات والمنجزات وما أنفق فيها من مبالغ خرافية!

كل ذلك يقودنا لسؤال ينبغي للجميع أن يطرحه على الإخوة في الهيئة العليا لمكافحة الفساد هل بالإمكان فتح ملفات مشاريع حضرموت؟ وخاصة بعد أن سقط القناع وتعرت حضرموت وظهرت كل العيوب والأخطاء لأولئك المهندسين والسياسيين وتجار المقاولات والنصابين من اللئام (حسب تعبير الأستاذ القدير على سالم اليزيدي في مقاله الشهير «حضرموت تستغيث» في عدد «الأيام» الغراء رقم 5540).

فهل سيكون لهذه الهيئة دور وتقوم بمسئولياتها وتستعيد على الأقل بعض الأرصدة التي تضخمت من مشاريع حضرموت الاستراتيجية التي تبخرت من جراء السيول؟!

ونطرح سؤالا: لماذا كثير من دول العالم وبعضها أقل منا إمكانيات تنهمر عليها الأمطار كل يوم ولا تحصل فيها مثل هذه الكوارث؟

والجواب لأن مسئوليها لا يعتبرون المشاريع جزءا من منجزاتهم الشخصية ولهذا يكون الإتقان ليس من أجل جيلهم فقط ولكن لكل الأجيال وهنا يتعزز حب الوطن في قلوب مواطنيه..وفي الختام لا نقول إلا لكِ الله ياحضرموت.

خاتمة من الشعر الشعبي الحضرمي:

يـا خـير بـقرة ضـرعـها ملـيان يا راضــع رضع

وطفلها ما شاف شي مسكين يالطفل الرضيع

(الشاعر خليل باسيف)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى