أعطوا المنكوبين في حضرموت والمهرة من حقهم

> محمد عبدالله باشراحيل:

> كنا نتوقع بعد إعلان محافظتي حضرموت والمهرة منطقة منكوبة وقبل أن تستغيث وتطلب السلطة من الدول والمنظمات الدولية تقديم العون وتسارع في طلب مواد الإغاثة من غذاء وملبس وخيام وأدوية ومستلزمات طبية وغيرها للمتضررين والمنكوبين في حضرموت والمهرة، صراحة كنا نتوقع أن تبادر الدولة وتعلن حينها ومباشرة وقبل أي شيء تخصيص قيمة إنتاج شهر على الأقل مثلاً من نفط حضرموت لأغراض الإغاثة المستعجلة للمنكوبين الذين يعيشون في العراء ومن دون غذاء أو أدوية حتى يوم الإثنين الماضي حسبما ورد على لسان أحدهم ونقلته كخبر قناة (الجزيرة) مساء ذلك اليوم من وادي حضرموت، وفي منطقة تريم تحديدا.

ومع هذا المصاب الجلل لا حاجة لنا أن نذكر بأن الفقر في حضرموت قد نخر أهلها، حيث أظهرت الدراسات- قبل النكبة- أن مديرية عمد، وهي الأفضل حالا في المحافظة قد وصلت نسبة الفقر فيها إلى 40% ووصلت في مديريات أخرى منها لأكثر من 60%، فكيف نتخيل ونتصور حال الناس في حضرموت والمهرة الآن وبعد تلك الكوارث؟!. المضحك المبكي أن أهالي حضرموت قبل الاستقلال وحتى بعده كانوا يتغنون بقدوم البترول بالقصيدة الشهيرة المسماة (الفقر ولى وراح)، التي يقول مطلعها:

بترولنا بايجي ياناس خلوا الصياح

الفقر ولى وراح.

وفي الحقيقة حتى وقتنا هذا الفقر لا ولى ولا راح بل يزداد يزداد!.

وأمام هذا الواقع المأساوي في حضرموت والمهرة فإننا نقترح:

1- إنشاء لجان شعبية من المواطنين في مختلف المناطق المنكوبة أساسا مع ممثلين من الغرف التجارية والسلطة المحلية لتقوم هذه اللجان باستلام (المعونات العينية) والإشراف على توزيعها للمنكوبين والمتضررين وإبعاد تلك المعونات عن مخازن الجيش والأمن.

2- تكوين لجنة شعبية مؤهلة، فيها ممثلون متطوعون من ذوي الكفاءات وأهل الثقة والأخيار، وما أكثرهم في حضرموت، مع ممثلين من الغرفة التجارية والسلطة المحلية في المحافظتين، تكون مهمتها وضع خطة عمل تحدد فيها الأولويات والاستخدام الأمثل (للمعونات النقدية) لتنفيذ مشاريع تخدم المنكوبين ومناطقهم بدرجة أساسية (فأهل مكة أدرى بشعابها)، وكفانا مركزية، نقولها بصراحة وبصوت عالٍ جدا!.

في الختام لايفوتنا أن نتقدم بوافر الشكر والامتنان لكل الدول والمنظمات والجهات التي مدت يد العون للمنكوبين في حضرموت والمهرة بوجه عام، والدول الشقيقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي قدمت بسخاء مبلغ مئة مليون دولار لمحافظتي حضرموت والمهرة تحديدا، وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية ودولة قطر جميعا بصورة خاصة.. وربنا يكون في عون المنكوبين، وفي عون حضرموت والمهرة.

* كبير خبراء سابق بالإسكوا/الأمم المتحدة

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى