المنخفض الجوي وعلي اليزيدي يغرقان حضرموت

> نجيب محمد يابلي:

> الجمعة الحزينة 24 أكتوبر 2008، سيول عارمة يسببها منخفض جوي، اجتاحت محافظتي حضرموت والمهرة.. فخامة رئيس الجمهورية ينتقل جوا إلى المنطقة ليعاين الكارثة الطبيعية التي حلت بأعزائنا وأهلنا وناسنا في حضرموت والمهرة.

السلطات الرسمية تعلن حضرموت والمهرة مناطق منكوبة، وأوامر عليا بتشكيل اللجنة العليا للطوارئ والإنقاذ برئاسة رئيس الوزراء.

«الأيام» في عددها (5539) الصادر يوم السبت 25 أكتوبر 2008 تعلن: «الجمعية الحضرمية و«الأيام» تدشنان حملة تبرعات لمنكوبي الأمطار في حضرموت والمهرة..»، ووجه الكارثة أن الأمطار الغزيرة تواصلت على مدى (30) ساعة.

الزميل علي سالم اليزيدي يعلن في «الأيام» (الأحد، 26 أكتوبر 2008) «حضرموت تستغيث»، عرض في موضوعه مشاهد القيامة في حضرموت، وسالت الدموع في ثناياه مدرارا، وشكلت لوحدها روافد دمعية إلى جانب روافد الطوفان، وعرض اليزيدي قضايا أخرى تبعث على القرف والسخط، لايتسع المجال لذكرها.

«الأيام» توافي قراءها دونما انقطاع، ووقفت أمام تغطية الحدث بالكلمة والصورة يوم 27 أكتوبر، وشدتني صورة لخور المكلا مذيلة بالتعليق التالي «خور المكلا نجح في استيعاب سيول أودية الغليلة وسقم والسدد» (تعرض اليزيدي لذلك في سياق موضوعه العطر الذكر)، وكأن الله أراد خيرا لأهلنا في حضرموت بإنشاء هذا الخور، وطوله (1500) متر، ابتداءً من الجسر الصيني حتى موقع الجسر البحري، وعرض صفحة المياه في المتوسط (70) مترا، وعمق المياه في حالة الجزر (3) أمتار، وفي حالة المد (4.3) متر، ونفذته مجموعة العمودي للمقاولات والتجارة المحدودة، وتمَّ اختتام العمل فيه يوم 22 مايو 2005، ويحسب للأستاذ عبدالقادر علي هلال محافظ حضرموت السابق والشيخ عبدالقادر العمودي متابعتهما بالحضور والإشراف على سير المشروع بين الحين والآخر وعلى مدار الساعة حتى الانتهاء من هذا المشروع الذي خفف إلى حد ما من تبعات الكارثة.

الحكومة تفتح اعتمادا إضافيا قدره (660) مليارا و(448) مليون ريال، وهناك توجيهات رئاسية بفتح اعتماد إضافي قدره (20) مليار ريال.. دولة الإمارات وسلطنة عمان تفتحان جسرا جويا، والأمير طلال بن عبدالعزيز يتبرع بحوالى (30) مليون ريال لمتضرري السيول، ومنظمة المؤتمر الإسلامي تقدم مساعدة عاجلة لاتذكر (ربع مليون دولار)، والبنك الدولي يؤكد استعداده دعم جهود اليمن لمواجهة آثار الكارثة، وعلى مستوى الداخل هناك حملات لجمع التبرعات، وسبق لمجموعة هائل سعيد تقديم (200) مليون ريال، وبنك التضامن الإسلامي قدم أيضا (130) مليون ريال والأموال قادمة.

هذا حال المنكوبين في حضرموت والمهرة، والواجب يقتضي أن كل من استفاد من أراضي حضرموت والمهرة وثرواتهما، وكل من استفاد من الخدمات المقدمة للشركات النفطية والسمكية، عليه الآن رد الاعتبار لأهل حضرموت والمهرة بتقديم جزء مما كسبوه خلال الأعوام الماضية.

جاء الطوفان لنغسل خطايانا وآثامنا جراء ما أقدمنا عليه من ظلم أو سكوت عن ظلم أو مداهنة أو ممالأة. علينا أن نغير من سلوكنا وتعاملنا مع المال العام أو الهبات المقدمة بمنتهى الشفافية، وبآلية عملية جديدة، تمثل فيها السلطة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، وهي أطراف الشراكة الثلاثة، فمن تابع فضائية (الجزيرة) مساء الإثنين الماضي أصيب بالإحباط وهو يشاهد المنكوبين وهم يتحدثون عن معاناتهم.

لتكن البداية تحريك الـ (500) ألف طن من القمح المقدمة من دولة الإمارات في وقت سابق، باعتباره مالا عاما حتى تطمئن النفوس ونستعيد ثقة العامة بالسلطة وثقة المانحين فينا، ماذا وإلا فإن طوفانا آخر سيسلطه أرحم الراحمين علينا حتى نطهر أنفسنا، فالفساد والإصلاح خطان متوازيان لايلتقيان!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى