ما حل بحضرموت ليس منه فوت!

> نعمان الحكيم:

> ما حل بإخواننا في حضرموت والمهرة وشبوة هو ابتلاء تمثل في هطول الأمطار لساعات طوال, ما جعل السيول تتدفق لتجرف كل شيء, غير عابئة بالمساكين والبسطاء أصحاب منازل الطين المعمرة، ليمتد الدمار إلى الأرواح والطرقات والكهرباء والمياه، في أسوأ كارثة إنسانية تشهدها هذه المحافظات، والتي تلتها عدن التي كان لها قسط من الأمطار الغزيرة, التي لو طال زمنها لهدمت منازل قديمة، ولكن الله لطف، فله الحمد وله الشكر.. ولم يعتبر الناس في هذا الزمان!.

لقد تألمنا كثيراً ونحن نشاهد ما حل بالحضارم، أهل الحضارة والتجارة والكرم، وكانت المأساة عندما تكررت المشاهد لتعطي صورة سوداوية تحمل في ثناياها ضياع الإنسان وذوبانه في أرضه، وتحوله إلى جثة هامدة، ونحن فاقدو القدرة على تقديم أي شيء كمساهمة أخوية تغيث الملهوف ممن نجا من الكارثة، وتداوي جراح من انتشلوا من الموت المحقق، وإنها والله لمواقف جدير بنا أن نقفها بدون أي توجيه أو تعميم، فهل وعينا ذلك؟.

إن الكارثة التي هزت الأمة وضاعفت من الألم، تدفعنا إلى أن نتنادى لدفع ما نستطيع من دعم وإسناد لهم (إخواننا) الذين كانوا طيلة قرون من الزمن مضيافين لنا في حلنا وترحالنا إليهم، ولم يبخلوا علينا بالغالي والنفيس، ويشهد اليمانيون للحضارم والمهراويين والشبوانيين كرمهم وتضحياتهم وشموخ حضارتهم التي ملأ صيتها الدنيا، فهل نحن ممن يرى ويتألم ويحوقل فقط، أم أننا نطلب من أنفسنا ومن الجميع جمع التبرعات لإخواننا المنكوبين، ولو في حدود (الألف ريال) لكل موظف عام تخصم من الراتب الشهري، لفك عسر إخوة أعزاء في بلدنا الحبيب.

وإذا كان هناك من سيقول إن الدول والتجار والمنظمات قد قامت بجزء من الواجب، فإن ذلك لا قيمة له إذا لم نبادر نحن الذين تهمنا حياة وبقاء هؤلاء الناس، على الأقل أسوة بما استقطع علينا في شهر رمضان من مبالغ باهظة، لم يستفد منها أحد.

هي دعوة نستصرخ بها الجميع ليبادروا عبر الجمعيات المعروفة في عدن والتي تنتمي لهؤلاء المنكوبين في هذه الأجزاء من وطننا ليكون الواجب قد أدي على أكمل وجه.. ويا أهل حضرموت.. إذا حضر الموت، فليس منه فوت!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى