أوقفوا هذا البطش.. واختلفوا.. لكن كالفرسان

> هيثم الزامكي:

> لقد تابع الجميع وبمنتهى الاستهجان فحوى التهديدات التي تلقاها الأستاذان هشام وتمام باشراحيل، وأن أقل ما توصف به تلك التهديدات بأنها عمل (جبان)، ولن نزيد على ذلك الوصف شيئا كي لا ننزلق إلى المستوى الذي يراد لنا أن ننزل إليه.. دعونا هنا نحيي الأستاذين هشام وتمام لسعة الصدر (الحلم) الذي واجها ويواجهان به تلك التهديدات وغيرها التي تثبت جهل صاحبها، لأن تلك الأساليب لا تجدي نفعا، بل إنها تزيد من تفاقم الأمور وقد تؤدي إلى نتائج سلبية تفوق حسبان من يلجأون إلى ذلك الأسلوب المستهجن.

وما نود التركيز عليه اليوم يرتبط بقضية التهديد الذي طال الأخوين هشام وتمام، فمبعزل عن معرفة الجهة التي خلف تلك التهديدات أكانت جهة فعلا أم مجرد تصرف فردي من شخص بعينه، لأن استهداف الرموز ذات الوزن المعنوي الكبير في مجتمعنا بغرض التأثير على ذلك المجتمع يعد أسلوبا فاشلا ولن يكتب له النجاح، خاصة عندما تكون الأمور مشحونة وفي غاية التعقيد، فمثل تلك التصرفات قد يظنها البعض مجرد عود ثقاب يتم إشعاله لغرض آني معين، ولكن المصيبة تحدث عندما يسقط ذلك العود على نهر من الزيت سريع الاشتعال، لذا ننصح الجميع بالتحلي بالحلم والنظر إلى عواقب أي تصرف.. ودعونا هنا نضرب مثلا ليس من باب المقارنة بالأشخاص بقدر ما هو تحليل لحالة استهداف الأشخاص، فهاهو لبنان يدفع ثمن جريمة اغتيال الرئيس الحريري حتى يومنا هذا ومازال الأمر مفتوحا وقابلا لمزيد من الخسائر، ونعيد التأكيد أننا لا نقارن بين الأشخاص بقدر ما نحلل خطر أسلوب استهداف الأشخاص، وخاصة الرموز والهامات الكبيرة، ونثني بالنصيحة للجميع أن يبتعدوا عن كل أشكال العنف في ظل حالة الفرز الحاصلة، فالكل أصبح يعرف خصمه، والعقلاء والوطنيون يعملون بجد وصبر لإزالة تلك الخصومة، وأي تصرف أرعن قد ينسف تلك الجهود أو النجاحات التي يمكن تحقيقها.

وكم كنا نتمنى أن ننفق الحروف الماضية في مناقشة مبادرة أو فكرة جديدة يقدمها طرف ما للخروج من حالة الاحتقان الحالية بدلا من تقديم التهديدات وتأجيج الصراع وزيادة الفرقة.. فإلى كل من بقي لديه عقل يفكر به وقلب يحب الله والإنسان نناشد أن أوقفوا هذا الطيش ومن دون تردد، وإذا كان لابد من الخصومة فلتكن خصومة الفرسان، ولنبتعد عن التصعيد وننزل إلى الميدان ومن لديه الحق سيفرض نفسه في الميدان وينتصر إذا صدق في قوله وفعله.. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى