دمار السيول.. وانتخابات إبريل

> د. منى عمر سالم الكثيري:

> يؤسفنا ما آلت إليه محافظة حضرموت من وضع مأساوي على كافة الأصعدة جراء الأمطار والسيول، سواء خسائر بشرية أم مادية أم نفسية، وشلل على كافة الأصعدة.

ولعل هذا الوضع يدفع كافة الناس إلى وقفه جادة أمام الإمكانيات الضئيلة للمحافظة للتصدي لمثل هذه المواقف رغم بذلها كافة الجهود والإمكانيات المتاحة، لكنها تظل ضئيلة، إذا ما تكررت هذه المأساة، لا قدر الله، والوقوف كذلك ضد صرف الوثائق للمباني العشوائية في مجاري السيول، ولعل الوضع الحالي المأساوي للمحافظة يدعونا للوقوف الجاد لاجتياز هذه الأزمة من كافــة فئات الشعب، سواء الأحزاب أم رجال الأعمال الخيرين أم السلطـة.

فنحن على شفا حفرة أو انزلقنا بالفعل فيها، وذلك من استمرار انقطاع الماء والكهرباء، وذلك مما خلفه الدمار للبنية الأساسية والحيوية، فلابد للحكومة من بصمة لإنقاذ الشعب من الظمأ وإعادة الإعمار، ودعم المحافظة بإنعاش وضع البنية التحتية لاستئناف الحياة.

كذلك وضع الأموال في المكان السليم.. فنحن على مشارف انتخابات مجلس النواب، وفي هذه الفترة لايتوانى أي حزب أو مستقل مشارك في فتح الأبواب وصرف الأموال لكسب الأصوات، وأي أرض خصبة اليوم كمحافظة حضرموت؟.

فبهذه المواقف تظهر مصداقية كل حزب وكل مستقل في إعادة الإعمار للمحافظة وصرف الأموال وتكاتف الجهود وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بالأفعال، وليس أن تقولوا ما لاتفعلون.

كذلك نتمنى من السلطة المحلية تشكيل لجنة طوارئ تجند الجيش وكافة الكوادر الصادقة لتوزيع الهبات والمساعدات المقدمة من الإخوة في الدول العربية الشقيقة، والإشراف على إعداد تقرير بحجم الخسائر، أو إعداد الخطط المستقبلية لتدريب الكفاءات من الجيش لمواجهة مثل هذه الأزمات والكوارث، ونأمل بتشكيل لجنة رقابية تفتيشية من قبل المجلس المحلي على كافة المشاريع في المحافظة بعد الانتهاء منها وقبل صرف مستحقاتها، لضمان سلامة وشفافية عمل المشاريع، خاصة مجاري تصريف مياه الأمطار والمجاري والشوارع وغيرها.

فليس للإعلام هدف إلا تسليط الضوء بشفافية على مواطن الضعف والخلل لتدارك ما يمكن تداركه قبل فوات الأوان، وتوجيه الجهات الانتخابية إلى أن الانتخابات ليست شعارات وصرف أموال وقت الانتخابات فقط، إنما مواقف تكشف عن مصداقية وهوية الشخصيات المنتخبة في المواقف الصعبة، فما أمسنا لهذا الآن!.

في الختام لايسعني إلا أن أتقدم إلى كافة أهلنا وإخواننا في حضرموت بأصدق الأسى وأحر التعازي في مصابهم الجلل، داعية المولى تعالى أن يلهمهم جميعا الصبر والسلوان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى