نغمة طروب

> عبود الشعبي:

> إنه ثغرنا العربي الذي يربطنا بالعالم، منذ وجد العالم. أنامل المدينة الوضيئة هي التي صاغت نسيج الوحدة من كل شمس وهيأت المكان، قبل أن يرهقها طول السرى!

من يستطيع أن يمزق هذه اللوحة: ماء وصخر يتباريان.. وقف سليمان العيسى يتأمل الصورة.. فسماها «لعبة السحر».. فضاء المدينة بين زرقتين.. زرقة السماء وزرقة البحر.. وبينهما نوارس تحلق.. وتمر الأيام فإذا بالفساد يأتي في قنينة لونها يغري.. أو حقيبة شكلها من الجمال ما يثير في النفس متعة المشاهدة.. بينما تطوي في سجلها تقارير «مخبرين» وعصابة نهابين يود أحدهم لو أن له سُلماً يرقى به إلى السماء، فيخطف القمر الذي يفرش «التواهي» ذهباً، ويولي هارباً.. وبعد: يسألونك عن الأهلة قل هم رجال صدقوا.. فلما خلصوا إلى تقرير الـ15 الذين سوّروا الأمكنة وأحاطوا البقع بسياج من حديد وقطّعوا الأرض التي جعلوا منها والوطن «بنت الصحن».. يلتهمونها بنهم.. نسجوا خيوط «الوشاية» وما أدراك ما الوشاية، يكتبها الأفاقون عبارات، فيقرأها من يرى أنها سهلة لينة، بينما هي أشد من أن تمس بالثوابت وربما نشهد في قادم الأيام «بنت الصحن» من النوع الذي تقلع الوطن من الجذور والعياذ بالله.. فندخل بجدارة موسوعة جينس تحت لافتة «القرمشة التي غيبت وطن».

يا لها من تقارير.. أغرت بكولن باول.. فاعترف بخطئهـا بوش!! لكن الفرق بين عين «العرب» وعين «الغرب» ليست النقطة.. إنما كل النقاط تراها مسجلة علينا.. هم مثلاً ليس عندهم «جياع»، ونحن جياعنا يملأون الآفاق تراهم في الأزقة، ونقــاط التفتيش، وأبواب المساجد.. هم يخطئون فيعترفون.. ونحن نستنكف من مراجعة النفس.. كأن «التوبة» صاغها زعمــاء العرب، يريدونها لهم لا عليهم..ونحن نقول لهم مشفقين إنا وإياكم خلقنا من ماء مهين.. وسواسية كأسنان المشط والمفاضلة فحسب في قول ربنا وربكم: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

صباح النور يا وطن.. صباح السلام ياعدن.. صباح الحرية يا صحيفة «الأيام» أيتها النغمة الطروب، ولك ياسلمان العيسى صباح الأمل.. يا من صغت المدينة- التي سقتنا خمرة الوحدة- في ذرات وجدانك.. وأنت الشاعر الرقيق الذي أشفق على الفقراء والأمراء في هذا الوطن العربي الكبير حين قلت:

«ويسألونك عن الزلزال في بلدي

وأول الغيث هذا العارض المتن

تكدست منذ دهرٍ.. فهي مثقلة

هذي الغيوم

وغار «الصيف واللبن»

تحملت هذه الأفواه ماحملت

من الشقاء.. تساوى السر

والعلن..

من ذا يلوم أبا ذر.. إذا خرجت

جياعه.. وزقت من قهرها الإحن

تشقق الأرض فليحموا مصائرهم

من البراكين ملء الأرض تختزن».. وعيد سعيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى