> صنعاء «الأيام» ا.ف.ب/ «الشرق الأوسط» :

شرطي يقوم بتفتيش إحدى السيارات في نقطة أمنية خارج بني ضبيان بمأرب أمس
شرطي يقوم بتفتيش إحدى السيارات في نقطة أمنية خارج بني ضبيان بمأرب أمس
حاصرت قوات الأمن اليمنية أمس الثلاثاء معقل خاطفي الرهائن الألمان الثلاثة المحتجزين منذ ثلاثة أيام في منطقة جبلية قرب صنعاء ونفذت عشرات الاعتقالات للضغط على الخاطفين، حسبما أفادت مصادر أمنية وقبلية.

وقال مسؤول أمني هو العقيد صلاح دهمش:«إن السلطات تعمل على تحرير الألمان الثلاثة واعتقال الخاطفين لإحالتهم إلى القضاء»، من خلال محاصرة معقل الخــاطفين في بلدة نبعة في منطقة بني ظبيان القبلية الوعرة على مســافة ثمانين كلم شرق صنعاء.

إلى ذلك، قال مصدر قبلي لوكالة فرانس برس:«إن القوى الأمنية ألقت القبض حتى الآن على مئة شخص من قبيلة بني ظبيان للضغط على الخاطفين من أجل الإفراج عن الرهائن الألمان، إلا أن الخاطفين يصرون على مطالبهم».

وأضاف المصدر أن «قوات الأمن قامت بإغلاق المناطق المؤدية إلى منطقة إخفاء الرهائن الألمان ولم تبدأ أي مفاوضات بين الخاطف (الرئيس) والسلطات الرسمية».

من جهته، قال دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس أمس الثلاثاء:«إن السفارة الألمانية طلبت من السلطات عدم استخدام القوة لتحرير رعاياها».

وعن الخاطفين، قال المصدر القبلي إنهم «مصرون على تلبية مطالبهم بإطلاق سراح المعتقلين الاثنين»، وهم شقيق الخاطف الرئيسي وابن أخيه المعتقلان بسبب الخلاف حول الأرض.

وأضاف أن «الخاطفين يطالبون أيضا بمبلغ مئتي ألف دولار تعويضا عن الأرض» التي يقول الخاطف الرئيسي إنه «خسرها وهي من حقه».

وأضاف المصدر أن هناك «تطمينات وصلت من الخاطفين إلى السفارة الالمانية أكدت أن المخطوفين بصحة جيدة».

وذكر الدبلوماسي الغربي الذي طلب عدم كشف اسمه أن«الأب والأم كانا يزوران ابنتهما التي تعمل في اليمن وخطف الثلاثة من منطقة رداع في محافظة البيضاء (شمال صنعاء)».

«وقال أحد الخاطفين في اتصال هاتفي مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية يوم أمس رفض الكشف عن اسمه، «نطالب بإطلاق سراح كل من محمد صالح التام، ومفرح عبد ربه صالح التام، ونطالب بالأمان من الدولة ضد قضايا الاختطاف السابقة» وأضاف «أقدمنا على اختطاف الألمان الثلاثة بعد أن وجدنا طريقا مسدودا لدى الدولة ونحن نتابع الإفراج عن سجنائنا».

وفي اتصال هاتفي آخر مع «الشرق الأوسط» قالت إحدى الرهائن إنها تدعى جوليا تلباين وإنها اختطفت مساء الأحد من منطقة بيت بوس في ضواحي العاصمة صنعاء عندما كانت برفقة والديها (هينر تلباين وروز ماري تلباين) اللذين يزوران اليمن منذ عشرة أيام تقريبا، وكانا يخططان للعودة إلى ألمانيا بعد أسبوع قبل أن يخطفا معها، مشيرة إلى أنهم بخير وأن والديها ليسا قلقين، لأن هذه هي المرة الحادية عشرة التي يزوران فيها اليمن. وذكرت تلباين أيضا أنها تعمل في اليمن منذ أكثر من عشر سنوات مع منظمة «جي. تي. زد» الألمانية والهيئة اليمنية العامة للحفاظ على المدن التاريخية.

سائحان أوربيان يأخذان قسطا من الراحة في سوق الجنابي في صنعاء القديمة أمس
سائحان أوربيان يأخذان قسطا من الراحة في سوق الجنابي في صنعاء القديمة أمس
السلطات اليمنية من جانبها التزمت الصمت إزاء عملية الاختطاف ولم يصدر عنها أي تعليق، فيما رفضت السفارة الألمانية الإدلاء بأي تعليق أو معلومات بشأن هوية المختطفين.

وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن «عددا من المسلحين ينتمون إلى قبيلة بني ضبيان اختطفت ثلاثة ألمان هم ألمانية ووالداها بالقرب من مدينة معبر الواقعة على بعد 60 كيلومترا جنوب العاصمة واقتادوا المخطوفين إلى منطقة بني ضبيان التي تتبع مديرية سرواح محافظة مأرب على بعد 180 كيلومترا شرق صنعاء».

وقالت ذات المصادر «إن الخاطفين يطالبون السلطات اليمنية بالإفراج عن عدد من المساجين من ذات القبيلة يقضون فترة عقوبة بعد أن أدينوا من قبل محكمة البدايات المتخصصة لقضايا الإرهاب في اليمن بخطف 5 من السياح الإيطاليين قبل أكثر من عامـين».

وأشارت المصادر إلى أن «الأسرة الألمانية تتكون من خبيرة ألمانية ووالديها، تعمل في شركة «جي تي زد» الألمانية التي تنفذ العديد من المشاريع الخدمية في اليمن ضمن الدعم الألماني للتنمية في اليمن» مشيرة إلى أن والدي الخبيرة الألمانية كانا في زيارة لها».