كلمات في الذكرى التاسعة لوفاة شيخ الصحفيين الرياضيين اليمنيين الأستاذ محمد عبد الله فارع

> «الأيام الرياضي» البنى الخطيب :

>
الفقيد أثناء محاورته الكابتن محمود الجوهري
الفقيد أثناء محاورته الكابتن محمود الجوهري
الكبير كبير في الحياة والممات وأنا أسطر هذه الكلمات يمر أمام عيني شريط من الذكريات الجميلة للقامة الإعلامية والإنسانية الأستاذ محمد عبدالله فارع الذي حمل الحب والاحترام للجميع و بابتسامته المعروفة مرحبا بالآخرين قبل مصافحته لهم وتعليقاته الجميلة التي عرف وتميز بها وكان ودودا وحمامة سلام وقت الأزمات بين بعض الأندية والرياضيين .

الأستاذ الفارع أتقن التعامل مع القلم والميكرفون صحفيا بالكلمة والموقف ومشجعا رياضيا من الدرجة الأولى للعبة النظيفة والجميلة ، وأتقن أيضا التعايش في الحياة وسيرته الذاتية حافلة بالكثير ومليئة بالعمل والأحداث والمحطات الخاصة،فوقته لم يكن ملكه والعمل كان جزءًا من حياته ، وتجده صحفيا نشطا وحاضرا في النشاطات الرياضية معلقا في التغطيات الصحفية أو محاورا لعدد من النجوم والشخصيات الرياضية ومقدما للمجلة الرياضية في تلفزيون عدن.

الفقيد في إحدى تكريماته المحلية
الفقيد في إحدى تكريماته المحلية
وكان كثير الترحال من دولة عربية إلى أوروبية وآسيوية مغطيا النشاطات الرياضية في المحافل العالمية أو التصفيات النهائية لكأس العالم لكرة القدم والنشاطات الأخرى ، وأعتز كثيرا بإهدائه لي تذكارا بسيطا بعد مشاركته إعلاميا في تصفيات كأس العالم في إسبانيا عام 1982م التي حقق فيها المنتخب الإيطالي البطولة،ووقتها كنت أعمل في صحيفة 14 أكتوبر أثناء الخدمة الوطنية، وكان هو رئيساً للقسم الرياضي في الصحيفة منذ صدور أول عدد من أعداد صحيفة 14 أكتوبر في 19 يناير 1968م واستمر فيه حتى عام 1999م .

تاريخه العملي كان حافلا بالكثير وأينما تواجد شيخ الصحفيين الرياضيين اليمنيين كانت له بصمات ملموسة ومحفورة في الذاكرة والتاريخ ، والوثائق تشهد أنه بدأ لاعبا في سن الشباب ضمن صفوف فريق نادي شباب التواهي ولمدة خمس سنوات عام 1955م وقد اضطر لترك ممارسة لعبة كرة القدم إلا أنه ظل محبا كثيرا لها ومشجعا لفريقه نادي شباب التواهي (الميناء) كما عرف لاحقا.

مع بوبكا بطل القفز بالزانة
مع بوبكا بطل القفز بالزانة
وقد استهواه العمل الصحفي الرياضي وأول مرة مارسه بالتحاقه للعمل عام 1954م في صحيفة «الكفاح» وترأس القسم فيها عام 1958م. كما ترأس القسم الرياضي في صحيفة «فتاة الجزيرة»خلال عامي 1960 وحتى 1967م،كما لمع تلفزيونياً لدى تقديمه برنامج «المجلة الرياضية من تلفزيون عدن للفترة منذ 1973م إلى قبل اشتداد المرض عليه بأسابيع من وفاته في 29 ديسمبر 2000م.

في أحد  الاجتماعات الخارجية
في أحد الاجتماعات الخارجية
أستاذ محمد..غيابك عن العمل الصحفي شكل فراغا كبيرا فقد كنت خير علم إعلامي كبير ومؤسس مدرسة الإعلام الرياضي في اليمن وأجيال كثيرة تدربت على يديك كما أسست الرابطة اليمنية للصحافة الرياضية عام 1972م، وفي نفس العام لمع نجمك محليا ولمع أكثر عربيا وكنت مراسلا للعديد من المجلات الرياضية العربية ، وساهمت في تشكيل أول رابطة عربية للصحافة وشغلت منصب الأمين العام المساعد فيها بين عامي 1972م - 1990م.

أبو نضال - يرحمك الله - كل يوم كان يمر في حياتك كنت تحقق فيه إنجازا للعمل الإعلامي الرياضي اليمني وإنجازا شخصيا آخر للثقة الكبيرة الممنوحة لك كونك من أهل الثقة والعزم ، وأتذكر أنك كلفت بمتابعة الشهيد فهد الأحمد رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية - يرحمه الله - من أجل حصول اليمن على عضوية الاتحادات الدولية للألعاب.

مع اللاعب الروسي الشهير بلوخين
مع اللاعب الروسي الشهير بلوخين
ومن إسهاماتك الثقافية والإعلامية الأخرى يا فقيدنا الكبير في عام 1980م كنت مصدرا دقيقا في رفد المكتبة اليمنية بأول كتاب عن «مسار الحركة الرياضية اليمنية» وثقت فيه مسار الحركة الرياضية في شطري اليمن (سابقا) ولك محاضرات ودراسات عديدة عن دور الإعلام الرياضي على المستويات المحلية والعربية والدولية.

وترأست العديد من الوفود المشاركة خارجيا , ولإسهاماتك الكثيرة والجليلة في مسيرة حياتك كرمت في مناسبات كثيرة وحصلت على العديد من الشهادات التقديرية والميداليات على المستوى المحلي والعربي والدولي،وأرشيفك الخاص يحتفظ بكثير من الذكريات والهدايا الرمزية والصور التذكارية في لقاءات صحفية أجريتها مع نجوم كرة القدم والألعاب الرياضية وشخصيات يمنية وعربية ودولية أو مشاركا في وفود واجتماعات وندوات محلية وخارجية .

الفقيد في حوار خاص مع الشهيد فهد الأحمد
الفقيد في حوار خاص مع الشهيد فهد الأحمد
أستاذي الفارع حياتك كانت حافلة بالعطاء إعلاميا رياضيا، ومؤسسا لمدرسة إعلامية رياضية يمنية ومساهما في تأسيس العديد من الاتحادات والرابطات الإعلامية الرياضية ومتبوأ لأكثر من منصب على المستوى المحلي والخارجي، و لكنك لم تقو على المرض وتأخر نقلك للعلاج في الخارج ، وانتقلت روحك الطاهرة إلى خالقها..إنه القدر المحتوم في هذه الدنيا الفانية إنا لله وإنا إليه راجعون..وفي الذكرى التاسعة لرحيلك وفي كل يوم ألف رحمة عليك وليسكنك الله فسيح جناته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى