جنازات تغمر شوارع غزة لتشييع شهداء أعنف الغارات الجوية الإسرائيلية

> رفح «الأيام» عادل الزعنون:

>
النيران وأعمدة الدخان تتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية في غزة أمس
النيران وأعمدة الدخان تتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية في غزة أمس
ازدحمت شوارع مدن ومخيمات قطاع غزة بعشرات الآلاف الفلسطينيين الغاضبين الذين شيعوا في جنازات أكثر من مائتي شهيد سقطوا في أعنف موجة غارات جوية اسرائيلية منذ عشرات السنين وهم يدعون للثأر والانتقام.

وساد حداد عام مناطق قطاع غزة التي اتشحت بالسواد.

وشارك اكثر من خمسة آلاف فلسطيني في جنازة اللواء توفيق جبر قائد الشرطة التي تديرها حماس ي قطاع غزة.

وفي وسط منزل عائلته في رفح سجي الجثمان الملفوف بعلم فلسطيني ورفعت صورة الرئيس الراحل ياسر عرفات بينما اخذت مربيته تصرخ: «عاش مناضلا ومات شهيدا وهو يحمي المشروع الوطني وفلسطين».

وانطلقت الجنازة بعد وداعه الحزين في المنزل من ستاد المدينة وجابت الشوارع والازقة وهم يرددون هتافات منها «الانتقام الانتقام يا كتائب القسام» قبل ان يوارى الثرى في «مقبرة الشهداء» في رفح.

وفي حي الزيتون شارك اكثر من عشرة آلاف فلسطيني في جنازة عشرين قتيلا غالبيتهم من عناصر الشرطة وكتائب القسام وجابت شارع صلاح الدين الرئيسي باتجاه مقبرة الشهداء في المدينة.

وعثر صباح أمس الاحد على جثة حمودة حمودة (27 عاما) وهو من عناصر كتائب القسام تحت انقاض مبنى جمعية للاسرى المحررين في غزة.

ولا زالت طواقم الانقاذ تبحث عن ثلاثة من ابناء عمه وهم ناصر ومحمد ومنير حمودة وجميعهم من عناصر القسام تحت انقاض المبنى المكون من عشر طبقات.

ويقول حمدان حمودة «هذه مذبحة حقيقية..الشباب يقتلون بدم بارد.

الصواريخ باغتتهم فجاة وانهالت عليهم وهم في مقراتهم».

واضاف «هم يريدون القضاء على حماس لكن الله يحمي الحركة ويحمي شبابها مهما قتلوا منهم. المقاومون سيردون بالفعل لا بالكلام».

وفي المنزل الذي يبعد اقل من كيلومترين عن الحدود الشرقية مع اسرائيل اقيم (بيت عزاء للشهيد) توافد اليه المئات من الاقارب والجيران للمواساة فيما انشغل صبية في رفع رايات حركة حماس فوق اعمدة الكهرباء في محيط المنزل.

ويقول اسماعيل ابو سليم (45 عاما) وهو والد احد القتلى في حي الزيتون، «اليوم نشيع شهداءنا الى الجنة وغدا يشيع الصهاينة قتلاهم الى النار..

سننتصر باذن الله».

وفي جنازة مشتركة في مخيم المغازي، شيع اكثر من الفي فلسطيني (شهيدين) احدهما من عناصر حماس وهو رامي ابو الشيخ والآخر من حركة فتح وعنصر من الامن الوطني التابع للسلطة الفلسطينية سالم ابو شملة قتلا أمس الأول السبت في غارة استهدفت مقر شرطة حماس في المخيم.

وقال اشرف ابو شملة (34 عاما) وهو شقيق سالم «ما يهون علينا اننا نرى مئات الشهداء..لكن المصاب كبير».

وكان في وداع سالم ابناه الطفلان احمد، 10 سنوات، ومحمد، 4 اعوام، اللذين لم يتمكنا من تقبيل وجهه الملفوف اثر تمزيقه بشظايا صاروخ اسرائيلي.

ودعا المشيعون الغاضبون للثار.

وفي خان يونس انطلق آلاف المشيعيين وهم يحملون على النعوش جثامين خمسة قتلى سقطوا في الغارة الجوية التي شنها الطيران الحربي الاسرائيلي على مقر شرطة حماس في المدينة.

ولفت الجثامين برايات حماس الخضراء.

وتعالت هتافات المشيعين الغاضبين وهم يرددون صيحات «الله اكبر..الموت لاسرائيل والموت لامريكا».

وفي مدينة غزة لا يكاد يخلو حي من جنازة تسير نحو المسجد العمري الكبير حيث اديت صلاة الجنازة.

وبينما يندفع المشيعون نحو الجنازة تراقب عيونهم السماء حيث الطائرات الاسرائيلية التي تطلق الصواريخ بين وقت واخر مستهدفة مقار امنية وشرطية او منازل لمدنيين.

وفي دير البلح شارك اكثر من الف فلسطيني في جنازة الطفل عدي ابو منسي ذي الاعوام السبعة ووالده عبد الحكيم اللذين قتلا في غارة جوية استهدفت مقرا للشرطة قرب مدرسته.

وخلت الشوارع من المارة الا من سيارات الاسعاف او المركبات المدنية التي تنقل جرحى او اشلاء قتلى بعد كل غارة جوية اسرائيلية.

ويتوقع الطبيب معاوية حسنين مدير الاسعاف والطوارئ في غزة ارتفاع عدد القتلى لاسيما وجود اكثر من 120 جريحا في حالة خطرة او حرجة جدا.

ودعا المسعفون في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، والمكتظ بجثث القتلى والجرحى، المواطنين لنقل جثث ابنائهم حال التعرف عليها كي يتسنى وضع جثث شهداء ينقلون الى المستشفى تباعا. ا.ف.ب

الأسقف توتو يعتبر الغارات الإسرائيلية على غزة «جرائم حرب»

أدان كبير أساقفة جنوب أفريقيا ديسموند توتو أمس الأحد الغارات الجوية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بشد.

وأشار توتو إلى التفوق الجوي الإسرائيلي وعدم امتلاك الفلسطينيين وسائل لصد هجوم الطائرات الإسرائيلية.

وقال في بيان له أمس الأحد: «في ضوء التفوق التام لسلاح الجو الإسرائيلي والذي يسمح لها بصفتها أحد طرفي الصراع باستخدام الطائرات لقتل الطرف الآخر الذي لا يملك شيئا للدفاع عن نفسه فإن القصف الإسرائيلي يحمل كل مؤشرات جرائم الحرب».

وكان الجيش الإسرائيلي بدأ أمس الأول شن غارات جوية مكثفة على قطاع غزة التي تسيطر عليها حركة حماس منذ منتصف يونيو 2007 ما أدى إلى مقتل 270 شخصا على الأقل وإصابات المئات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى