آه يا زمان فين رياضة أيام زمان؟

> «الأيام الرياضي» أنور عبادي الحبيشي:

> آه يا زمان .. فين أداء لعبة كرة قدم أيام زمان.. كانت موضع إشادة وتمجيد..واليوم أصبحت موضع «رثاء وتنكيت».

العالم اليوم يحرص ويتسابق ويتفاخر في تقديم المزيد والمزيد من الأموال وتقديم الخبرات والكفاءات المحلية وغيرها في سبيل النهوض بالحركة الرياضية لإحراز الميداليات والكؤوس ورفع علم الدولة في سارية الأعلام بين الدول، ونحن ما زلنا ننظر إلى المجال الرياضي على أنه«نوع من التسلية والمزاجية ليس إلا» ولهذا بقينا في ذيل القائمة في كل محفل من المحافل الرياضية..رغم ما تهدر من الأموال تنفقها الحكومة في سبيل ذلك، إلا إنها تسيح وتختفي كما يذوب «الملح في الماء»..سفر وبدل سفر..وفد مكون من ثلاثة أفراد رسميين يصاحبون عشرة آخرين غير رسميين «كي يحلى السمر تحت ضوء القمر».

يا إخواني ويا أبنائي وأحفادي..مرة أخرى أكررها : ما تقدمونه للبلد وشعبها الطيب، حتى ما بعد الوحدة لا يرضي طموحات غالبية الشعب ولا يرضي الله، ولا طموحات رئيسنا الأخ علي عبدالله صالح.

أعود إلى موضوعي الرياضي، لقد سبق وأن كتبت لإحدى الصحف في صنعاء للأسف لايحضرني إسمها في هذه العجالة، وذلك قبل ستة أشهر من دورة «خليجي 19» بعد تخلي المدرب «محسن صالح» عن المنتخب بسبب المرض الذي داهمه آنذاك شفاه الله وأبقاه ولمس من خلال أعضاء المنتخب الذي فرض عليه..كل يوم يأتون بلاعب للإضافة.. كتبت كلمة تحت عنوان (لكي لا نرمي بدولاراتنا في البحر) موضحاً وضارباً مثلاً في ذلك حول المدرب المحلي والمدرب الأجنبي ووضعت الحلول والمقترحات المتواضعة، ولكن للأسف «لاحياة لمن تنادي» وكانت سيطرة السماسرة أقوى لا تحت مبدأ «خذ النصح ممن هو أكبر منك بيوم..ولا نقول بسنين.. خبرة وممارسة وغير ذلك».. بل لحصد المزيد من المال.

كانت الرياضة ياسادة تدار بعدد لا يتجاوز عدد أصابع اليدين..وكانت في أوج نشاطها الرياضي في كل الألعاب، وكذا بقية المجالات منها الثقافية والترفيهية ويديرونها في الأندية أيضاً عدد أقل من عدد أصابع اليدين بإخلاص وتفانٍ..لا يتعشمون منها مالاً ولا جاهاً..وكان اللاعب زمان إذا فشل في تأدية واجبه الموكل إليه في الملعب «يبكي دموعاً» إن لم تخني الذاكرة وسأسرد عليكم أمثلةً سريعة عايشتها أتذكر منها في إحدى المباريات.. كان لاعب الحسيني بكريتر عدن واسمه سعيد المسكينة - رحمه الله - يجيد اللعب بالرأس عند مرمى الخصم ويسجل أهدافاً بها..ومرة (ردع) الكرة فاعتلت عارضة المرمى فماذا فعل!! لقد ظل يضرب برأسه في قائم المرمى أثناء المباراة حتى كسره..وكذلك اللاعب أنور مهتدي لاعب فريق الشباب الرياضي - رحمة الله عليه - أضاع ضربة جزاء فجلس يبكي في الملعب أمام آلاف المتفرجين حتى تقيأ دماً (طرش) فما كان من اللاعب الفذ علي الصيني في وسط الملعب إلا أن أقسم اليمين على إهدائه كأس البطولة وفعل (نفذ قسمه).. ومرة كان فريق شباب التواهي فائزاً على الأحرار بثلاثة أهداف ولم يتبق من المباراة سوى أقل من عشرين دقيقة.. وقد خرج مشجعو فريق الأحرار من الملعب.. وإذا بفريق الأحرار يتعادل مع شباب التواهي وعند عودة شباب التواهي إلى ناديه على سيارة (بيك أب) نقل عليها كل أعضاء الفريق مع المشجعين..إذا بأحد اللاعبين ينكت مع زميله، فما كان من قائد الفريق (عباد أحمد إسماعيل) عافاه الله وشفاه، إلا أن صفعه في خده كما يصفع الأب إبنه قديماً، ولم ينبت ذلك اللاعب ببنت شفة..«لا كما يفعل الإبن لأبيه اليوم».. على كل حال قد يقول قائل:«ماذا تعني بهذه الأمثلة؟» .. فأرد عليه وأقول:

تعني الحب..الولاء..الجهد..العزيمة على تحقيق الهدف المنشود «الفوز» دون المطالبة مقدماً بـ « إيش بتعطوني؟» من قبل لاعب اليوم.. أما اللاعب القديم عند الفوز«ربما يجد طبقاً من فول العشاء مكافأة من مشجع».

لقد كان لاعب الأمس يدفع ثمن كل لوازم اللعب مع دفع إشتراكه الشهري للنادي، أما اليوم هات وجيب و«اليد ممدودة والفم مفتوح والجيب مخزوق» والشعور بالمسؤولية معدوم، بل إنه يساهم إسهاماً فاعلاً في الحصول على الإنذارات الصفراء والحمراء.. دون أي داع كونه يجهل قانون اللعبة ومعنى الرياضة..بل يتفاخر بها لأن لا أحد سوف يتجرأ بمحاسبته (اللاعب المفلس بدنيا .. مهاراتياً..أخلاقياً..وثقافياً) هو من يتعمد في نيل تلك البطاقات.

فمتى نرتقي إلى مستوى الآخرين، حتى يشار إلى دولتنا الفتية بالبنان في كل المجالات، ويحسب لنا ألف حساب سياسياً اقتصادياً (سياحياً) اجتماعياً (ثقافياً ورياضياً).

شبابنا موديل 94-1967م.. رياضيون.. إداريون ومسؤولون مازالوا ينقصهم الكثير.. والكثير من الخبرة والمهارة والمعرفة والحنكة..وليس عيباً الاستعانة بالخبرات القديمة (كلنا أبناء يمن واحد ، ولكن العيب في من يتجاهل ذلك، ويتمادى في الخطأ).

الناقد الرياضي المخضرم

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى