وللفن أسراره .. فنانون يصممون للسجون وسائل للتعذيب

> «الأيام» فاروق الجفري:

> في عام 2006م اجتمع عدد من المفكرين الأوروبيين في إيطاليا للبحث في أشكال التعذيب الجسدي والنفسي السائدة في العالم وما لها من تأثيرات على المسار البشري حاضراً ومستقبلاً.

وكانت أولى الملاحظات التي التقى حولها أولئك المفكرون أن عدم المبالاة من قبل المثقفين في العالم إزاء هذا الموضوع هو مبعث على القلق الشديد ويتناقض بشكل صارخ مع دعوات وظواهر سلوك المنادين باحترام حقوق الإنسان والعدالة والحريات والمساواة.. ومن هذا المنطلق صمم هؤلاء المفكرون على تنظيم معرض يروي التاريخ الأسود للتعذيب في سجون أوروبا من خلال الوسائل التي استخدمت لهذا الغرض على مر التاريخ الأوروبي وبالتعاون مع منظمة العفو الدولية والبرلمان الأوروبي ومنظمات دولية أخرى شهدت هذه الفكرة النور في معرض متجول كانت إيطاليا أولى محطاته ثم انتقل إلى بقية الدول الأوروبية.

الوسائل الخاصة بالتعذيب التي ضمها المعرض تشمل الفترة الممتدة من مطلع القرن السادس عشر للميلاد حتى بداية القرن العشرين. ثلاثة أرباع الأدوات الخاصة بوسائل التعذيب أصلية وقام بتصميمها مجموعة من الفنانين في ذلك الوقت أما الربع الباقي من الأدوات الخاصة بوسائل التعذيب فقد طلب من بعض الفنانين في وقتنا الراهن إعادة تصميمها وصنعها حسب ما كانت تستخدم للتعذيب في الماضي، علماً بأن هذه الوسائل تتناول كافة أشكال التعذيب والإعدام والتشهير وقد تم جمعها من عشر دول أوروبية.

المعرض فريد من نوعه ولا تعرف سابقة له سوى المعرض الذي أقيم في ألمانيا عام 1908 تحت عنوان (محاكم التفتيش ووسائلها في التعذيب)، وكانت هذه المحاكم بدأت ممارسة التعذيب في السجون مع بداية القرن السادس عشر للميلاد في إسبانيا ولم تكن ممارسات محاكم التفتيش مقصورة على إسبانيا فقط بل فرنسا وإنجلترا وألمانيا وإيطاليا شهدت في القرن السادس عشر للميلاد أنشطة مماثلة في تعذيب المسجونين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى