الكرة وكوز الذرة !

> «الأيام الرياضي» صادق حمامه:

> لست مع من يذهبون إلى القول بأن الاتحاد اليمني لكرة القدم كان مبيتاً النية على إقالة محسن صالح مدر المنتخب الوطني أثناء مباريات منتخبنا الوطني في دورة كأس الخليج «19».

التي جرت في العاصمة العمانية مسقط خلال الفترة من 17-4يناير الجاري، خاصة والبعض يلمحون إلى وجود مؤامرة متسائلين عن سبب وجود سامي نعاش في عمان إذا لم يكن من أجل خلافة المدرب المصري محسن صالح.

ياجماعة الخير سامي نعاش مش عطار ولاجزار فهو نجم كروي سابق لأكبر وأعرق الأندية اليمنية ومدرب وطني قدير، له بصمات واضحة مع كل الأندية اليمنية التي دربها، وأن يكون ضمن البعثة المتواجدة في مسقط نعتقد أنه ليس بالأمر الغريب، لكننا نتفق مع من يقول أن اتحاد الكرة وقياداته التي للأسف البعض منها لا يفرق بين الكرة وكوز الذرة، ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه، فلو كانت هذه القيادات تعرف المستوى الحقيقي للكرة اليمنية لما تطاولت وتمادت في غيها وتصريحاتها قبل انطلاق مباريات كأس الخليج، مؤكدة بأن المنتخب اليمني سيكتسح المنتخب الفلاني وسيهزم ويمسح الأرض بالمنتخب العلاني.

دهشة كبيرة تملكتنا ونحن نسمع ونقرأ مثل هذه التصريحات فمن أين أتى هؤلاء المصرحون بهذه الثقة المطلقة والجميع يعرف (البئر وغطاه) فنحن ولله الحمد الحلقة الأضعف في هذه البطولة، فلماذا نكابر، علماً بأن منتخب عمان الذي نال لقب البطولة الخليجية الأخيرة كان واحداً من المنتخبات التي كانت سابقا تخرج من الأدوار الأولى في هذه البطولات، وكان فريقاً هامشياً يدك مرماه بأهداف كثيرة..ولكنه اليوم عرف طريقه.

شخصياً أرى أن نتائج منتخبنا في مباريات مسقط طبيعية ومتوقعة..صحيح أن نتيجة منتخبنا الوطني أمام نظيره السعودي كانت قاسية بعد أن ولجت مرمانا ستة أهداف مع المساعدة والرحمة، لكن ذلك كان سببه التكتيك الذي لعب به محسن صالح في هذه المباراة،والذي أراد أن يكون منتخبنا فيها نداً للمنتخب السعودي منذ بداية المباراة، وجعل اللعب مفتوحاً منذ البداية، الأمر الذي أوجد مساحات فاضية في خط دفاعنا على إثرها سجل السعوديون أربعة أهداف في ثمانية عشرة دقيقة.أما نتيجتا منتخبنا أمام كل من الإمارات وقطر فقد قدم فيهما منتخبنا مستوى طيباً وخسارته لهاتين المباراتين ليس فيها أي عار أو فضيحة، فهذان المنتخبان يتفوقان على منتخبنا في كل شيء..ثم لا تنسوا ياجماعة أننا لعبنا في مجموعة فيها ثلاثة منتخبات من أفضل عشرة منتخبات في قارة آسيا، وهذه المنتخبات تتنافس على حصد إحدى البطاقات الثلاث المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2010 التي ستقام مبارياتها في جنوب إفريقيا، وفي الحقيقة مشكلتنا هم أولئك الذين لايفرقون بين الكرة وكوز الذرة، والذين وعدوا الشارع الرياضي بنتائج وانتصارات ساحقة في خليجي (19) وهو ما سبب ردة فعل وصدمة في أوساط من صدقوا الوعود.

كما أنني لست مع من يطالب بإقالة رئيس اتحاد الكرة الشيخ أحمد العيسي ولست مجبراً للدفاع عنه وإن من يوجهون ويكيلون التهم والنقد للعيسي إنما من أجل الاستهداف الشخصي وتصفية الحسابات فقط، والكرة اليمنية لاتحتاج للمفتش «كولمبو» لمعرفة أوجاعها، ولا لدبابة أمريكية للإطاحة برئيس اتحادها، فكل ما نريده هو أن يبتعد الأغبياء والمتمصلحون عنا، ويتركوا الكرة اليمنية في حالها فهم الذين عرفنا أنهم يصرفون المكافآت للاعبين حتى في حالة الهزيمة فعلى ذمة ما نشر للزميل فهمي عبدالواحد في ملحق صحيفة الجمهورية «الملاعب» أن قيادة البعثة وعدت اللاعبين بأنه في حالة فوزهم في المباراة الأولى على منتخب الإمارات سيتحصل كل لاعب على مكافأة قدرها (6)الآف دولار، وفي حالة التعادل (3) آلآف دولار، وعندما خسر منتخبنا هذه المباراة بالثلاثة صرف لكل لاعب (خمسمائة) دولار بحجة تقديم مستوى طيب في هذه المباراة.

نقول لهؤلاء:

إرحلوا عنا ودعوا الكرة اليمنية فنحن على ثقة أن هناك من الكفاءات والكوادر القادرة على انتشال الكرة اليمنية والنهوض بها آجلاً أم عاجلاً لتبقى رقماً صعباً يعجز فيها بقية منتخبات الخليج عن تهميشنا وتحويلنا إلى جسر عبور لها ولهدافيها نحو الألق ومنصات التتويج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى