تكنولوجيا الوشاية

> صالح الوحيشي:

> وإن شئت فهي في قاموس من لاضمائر لهم: سلوك التهم الكيدية والتقارير الجاهزة ذلك بقصد الإيقاع بمن أضمروا له حقداً دفيناً غير مبرر أخلاقياً ..

والوشاية مخالفة لآداب الدين لأنها تنطوي على واحدة من أسوأ وأقبح أنواع الكذب، وتعد خروجاً عن طريق الحق والصواب لقوله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين) .

الواشي لايخجل من الاصطياد في المياه العكرة ويكون مسروراً إن هو صادف آذاناً تصغي إليه فيما يروج له ويدعيه حتى ينجح في إلحاق ضرر بالآخر دون ذنب اقترفه الخصم (الضحية)، غير أن أخطر أنواع الوشاة كتاب التقارير الكيدية : أولئك أوصلوا الشرفاء (ذات يوم) إلى معاناة ومحن البقاء خلف القضبان أو جعلوا مصيرهم الموت فأحزنوا من أحزنوا ..

اليوم تغير الحال، لكن بقايا كتاب التقارير الكيدية مازالوا على غيهم.. فلايمكن توقع غير ذلك منهم والسبب اختلال توازنهم النفسي والاجتماعي..

لكن الواشي يصاب بخيبة أمل وحالة إحباط إن هو صادف صاحبها عقل يرفض الاستخفاف به أو تضليله، فذو العقل قادر على التمييز بين الخبيث والطيب، لذلك فلا يتردد في ردع الواشي أو زجره ونهيه عما هو فيه من غي مدمر للقيم والأخلاق الفاضلة ..

اليوم تغمر المواطن ثقة بأن من تقدم إليه التقارير لاينساق خلف الأوهام، بل الحرص على التحري والدقة وجمع الأدلة والبراهين وإمعان العقل.. بل إن المجتمع يطمئن ليس فقط إلى أخلاقه الفاضلة بل كذلك إلى سعة علمه وشعوره بالمسؤولية وتقيده بالقانون في أي موقع كان.

وترى من يتصرف برجولة وشرف وشهامة يشفق على الواشي ويرى فيه مريضاً لابد من مساعدته على تجاوز المرض والبرء منه بقصد الحد من إضراره على بقية الناس في المجتمع..

أما عامة الناس فتدرك أن الواشي لاضمير له .. فتنظر إليه بعين الريبة وتتحاشاه وتنفر منه نفورها من وباء يمكن أن يصيبها بعدوى ما، فتزدريه وتحتقره وتتجنب مجالسته.. ولله في خلقه شؤون.

كيف يمكن أن نساعد المصاب بمرض الوشاية حتى لايضلل الآخرين في أداء واجباتهم مهما استخدم من عبارات مفعمة :

هل : نضاعف من مقدار التسامح الذي نبديه نحوه ؟

هل ننصحه بتقديم نفسه إلى الطبيب النفسي ؟

هل نقول له : يا هذا أقبل على الحياة وحاول تخطي الفشل .. واعمل .. فإن الوشاية مثل الزبد الذي يذهب جفاء .. أم نردعه كي لايتماد في الاستخفاف بالعقول وفي التضليل .. كيف ؟

كل تلك عوامل تجعلنا نعرف أن الواشي لايعطي وزناً للكيد .. ومع هذا فلنحذر الوشايات لأنها مدمرة وتصرفنا عن الأهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى