في عيد ميلاده الـ (78):2009/3/3-1931/3/3م.. د. مبارك الخليفة في آخر عطاءاته «ولكني أسير هواك»

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> الدكتور مبارك الخليفة من مواليد أم درمان (حي الموردة) بالسودان الشقيق في 3 مارس، 1931م وفي الفاتح من سبتمبر 1977م أبرم عقد عمل مع جامعة عدن وكان الدكتور مبارك قد قدم من دبي.

حيث كان يعمل مدرساً في ثانويتها ويكون الدكتور مبارك، أطال الله عمره ومتعة بالصحة قد أمضى (32) عاماً في عدن مع أفراد أسرته عامة وشريكة حياته (أم ماجد) خاصة التي وصفت هذه الفترة بلكنتها السودانية الجميلة «والله ناس عدن طيبين ما شفنا منهم غير كل خير».

جاءت قريحة الدكتور مبارك الخليفة بعشرات وعشرات القصائد ضمتها هذه الدواوين:

1) أغنيات سودانية - الخرطوم (1960).

2) ألحان قلبي - القاهرة (1964).

3) الرحيل النبيل -عدن (1982).

4) الأعمال الشعرية الكاملة، تولت وزارة الثقافة اليمنية طباعة الدواوين الثلاثة بعاليه بمناسبة إعلان صنعاء عاصمة الثقافة 2004م.

5) ولكني أسير هواك -عدن (2009).

هذا في جانب القريض، أما في جانب النقد الأدبي والأدب المقارن وعلم الجمال والترجمات فقد بلغت أعماله تسعة أعمال بين مطبوع وتحت الطبع.

ولكني أسير هواك

«ولكني أسير هواك» هو آخر الأعمال الشعرية للدكتور الخليفة ويقع الديوان في (130) صفحة موزعة في (68) قصيدة قامت على ركيزتين: الإنسان والمكان، فإذا أخذنا القصيدة الـ(18) بين الصفحات 30 و32 وهي قصيدة «ولكني أسير هواك» كان المكان «لاهور»(باكستان) وكان الزمان 31 مارس، 1986م تغنى الشاعر فيها بـ«لاهور» ابنة البنجاب، إحدى أبرز مقاطعات باكستان.

كان المكان في مطلع الديوان «سواحل بحيرة تنجانيقا» ورمزها الشاعر بـ«بحيرة التكوين»، وتجد الوفاء عند الدكتور الخليفة في كل ركن وزقاق في مدينته الشعرية وهاهو وفاؤه في «الغار والهداية» وهي مهداة إلى الراحل الكبير والعطر الذكر «الدكتور جيلي عبدالرحمن»، كما أهدى لجيلي أيضاً «الناي الشاحب والأحزان».

لا يعزف الدكتور الخليفة إلا على إيقاع الإنسان والوفاء ويتجلى ذلك في «الأفق الحالم» المهداة إلى راحل كبير آخر هو الأستاذ محمد عبدالقادر بامطرف، وفي «الحلم والذاكرة» إلى رفيق دربه عباس الأمين بابكر، وفي «الغياب» وهو يرثي عمر الجاوي، وفي قصيدة بالعامية إلى روح الشاعر المصري زكي عمر، رحمه الله، وفي «لماذا ارتحلت؟» وهي مهداة إلى روح العزيز الراحل الفنان الشاعر عبدالله الدويلة، وفي «أحزان المكلا» وهي في رثاء الدكتور سالم بكير، وهكذا دواليك من قريض الخليفة في الإنسان، فماذا عن المكان؟

الخليفة والمكان:

الزمان والمكان لا يساويان شيئاً إذا جردا من الإنسان، فالمكان وإن كان أطلالاً يحرك مهجة الشاعر «قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل/ بسقط اللوى بين الدخول فحومل»، والمكان عند «الخليفة» هو مكان الأحبة، فهذه «سفينة الصحراء في الشيخ عثمان»، وتلك «عدن الجميلة» وهاتيك «البريقة في المساء» وهذي «تاجوج» التي اختتمها باعترافه «وأعلم أني أهواك/وأني/ مجنون هواك/وأني أعرف درب رضاك».

هناك «القضية» قد أخذت نصيبها من قريحة «الخليفة» والقضية هي الإنسان.. هي المكان.. هي الزمان.. أو قل إنها «خلطة» برع الدكتور مبارك الخليفة بصياغتها في قالب شعري جميل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى