ملتقى (الصالح) سيكرم عدداً غير قليل من المبدعين والمنتديات الثقافية .. حسين الوردي : شعارنا سيبقى دائما : (لاتنمية بدون ثقافة)

> «الأيام» مختار مقطري :

> هذا الرجل سينجح، لكنه سيتعب، سيحقق حلمه الكبير، لكن دون ذلك تضحيات جسام من الجهد والوقت والمال، نعم، هذا الرجل سيبلغ مايسعى إليه، لأن هدفه نبيل ووطني وأخلاقي، لكنه سيشقى ويتألم ويكابد، بيد أنه لن ييأس، ولن يتوقف، ولن تهدأ له همة، ولن تفتر له عزيمة، لانه مؤمن بهدفه كل الإيمان وواثق من تحقيق هدفه الكبير لابد له من تضحيات، كما قال أحمد شوقي :

ومانيل المطالب بالتمني

ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

وما استعصى على قوم منال
إذا الإقدام كان لهم ركابا

سيتعب هذا الرجل، لأنه يربط بين التنمية والثقافة وبين التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية والثقافية في واقع جاف الثقافة، وبعيد عن التثقف، بعض مسؤوليه لايؤمنون بأهمية الإبداع في الدفع بحركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى الأمام، ملتزمين فقط بخطط وبرامج محشوة بالأرقام والمؤشرات الجامدة وخالية من نبض الحياة وإشعاع الفكر وعطاء العقول المستنيرة معظمها لاينفذ وترحل من عام إلى عام، لأنها آنية الهدف وغير مرتبطة بالواقع المعاش وبخطة استراتيجية شاملة، كالتي يطرحها هذا الرجل، مشترطاً بإصرار أن الربط بين التنمية والثقافة هو مفتاح الخير لهذا الوطن. وقد كتبت أكثر من مرة عن هذا الرجل، الأخ حسين عبدالحافظ الوردي، رئيس الغرفة التجارية الصناعية بمحافظة لحج، ملخصاً أفكاره التي طرحها في أكثر من مناسبة، وكلها تجسد هذا الشعار : (العلاقة بين التنمية والثقافة)، مما يعني أن الرجل ماضٍ في تنفيذ مشروعه الكبير بدون كلل وبدون يأس . ولأن أعداء النجاح كثر، كان من الطبيعي أن يتنفس الوردي ألماً، لكنه ألم خالٍ من الإحباط وبعيد عن اليأس، ألم لايشعر به إلا من استمع لكل كلمة ولكل حرف استماعاً عميقاً ومتمعناً، وأنصت لحديث الوردي المفعم بالأمل والثقة، على الرغم من الموقف المتخادل للبعض من مشروعه الثقافي والحضاري، لأنهم لايجدون لهم أي مصلحة في مشروعه الكبير ويدعون الثقافة والاهتمام بالمبدعين، وهم بعيدون كل البعد عن الثقافة وعن الإبداع.

والمرة الأخيرة التي استمعت فيها لحديث الأخ حسين عبدالحافظ الوردي عن مشروعه الثقافي والحضاري الكبير كانت في الفعالية التي نظمها منتدى (الباهيصمي) الثقافي الفني عصر الخميس الماضي 3/5 في قاعة (التاج) بالمنصورة للاحتفاء بالشخصيتين البارزتين الأخوين محسن علي النقيب محافظ لحج، وحسين عبدالحافظ الوردي، رئيس غرفتها التجارية الصناعية، لكن النقيب لم يحضر بسبب انشغاله وحضر الوردي ليلتقي بعدد غير قليل من الأدباء والشعراء والفنانين والإعلاميين، وكان لجلوس الشاعر مبارك سالمين رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع عدن بجوار الوردي دلالة على مشروع الوردي الثقافي والحضاري القائم على فكرة الشراكة بين الاقتصادي والثقافي .

وفي كلمته المختصرة قال الوردي: «رسالتنا وطنية وموجهة لكل مثقف وإعلامي وفنان محب لتربة هذا الوطن الغالي واتجاهاتنا هذه أعلناها عام 2002م وحركنا الجوانب الثقافية والإعلامية، فلا تنمية بدون ثقافة، هذا هو شعارنا الدائم ولاثقافة بدون إبداع ولا إبداع بدون عمل ولاعمل بدون مال ولامال بدون جذب ولاجذب بدون جدوى اقتصادية ولا جدوى اقتصادية بدون ملتقى (الصالح) الاقتصادي» .

وأضاف :«يجب أن يرتقي كل مثقف بعيداً عن الثقافة المبنية على الحسد والإساءة والطعن من الظهر، ولكن أن تبنى الثقافة على الأخلاق العالية، ويرتقي كل مامن شأنه تقدم هذا الوطن لخلق أجيال متسلحة بالعلم والأخلاق والإخلاص، فلنخرج من دائرة المماحكات الضيقة، فكلما ارتقت عقولنا وقلوبنا كلما حققنا النماء لهذا الوطن وهذه مسؤولية كل مثقف وإعلامي بعيداً عن اللامبالاة وعدم الإحساس بالمسؤولية، بلادنا من أغنى الدول العربية من حيث المساحة والأرض والمناخ والثروات الطبيعية، لكن مشاكلنا سببها عدد قليل من مثيري البلبة وصانعي الخلافات، فيجب أن ترتقي العقول نحو النماء والخير والتطور والتنمية، وهذه أمانة في عنق كل مثقف وإعلامي شريف، نحن لدينا نحو 120 جزيرة و 2500 كم من الشريط الساحلي ولدينا كل مقومات السياحة، لكننا لم نخرج بعد من الدائرة الضيقة والمماحكات وتكرار بناء البنية التحتية وإضاعة الوقت والجهد والمال، لأن كل واحد يعمل لوحده ويحسد الآخر، لكن الناس يبحثون عن لقمة العيش والتنمية الاقتصادية هي مصدر هذه اللقمة، لقد حملنا فكرة التكاملات الاقتصادية منذ ست سنوات، ولم نفكر في مصالحنا فقط ، أنا مستعد أضحي بكل غالٍ ونفيس من أجل مصلحة الوطن، فعندما تعطيه يعطيك، وإذا ترفعت عن الصغائر و(القيل والقال) أعطاك، فلابد من التكاملات الاقتصادية لخلق تنمية ذات بعد استراتيجي، وطننا متعدد الثروات والمهم أن نتعاون معا ونعمل جميعاً بإخلاص يداً بيد وروحاً مع روح». وقال الوردي : «ملتقى (الصالح) سيكرم فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية بالدرع الذهبي من الدرجة الأولى باعتباره قائد الاستثمار والتنمية، وكذا تكريم الأخ محسن علي النقيب، محافظ لحج، ولوا أعطيت تاجاً من ذهب لقدمته لأستاذي ومعلمي الأخ محسن النقيب، ليعرف الآخرون معنى الصحبة ومعنى العلاقة القوية والعيش والملح، وكيف يقدم الإنسان صاحبه على نفسه ويحافظ عليه». وأضافً: «توصلنا إلى رؤية شاملة للتكامل الاقتصادي ترتكز على أربعة جوانب (العلمي + الحكومي + القطاع الخاص + الثقافي والإعلامي)، وكان هدفنا ومازال هو الارتقاء بالجانب العلمي والثقافي لخدمة المجتمع بعيداً عن التحزبات الضيقة» .

والأخ حسين الوردي، هو رئيس اللجنة التحضيرية لملتقى (الصالح) الاقتصادي للتنمية والاستثمار الذي سيدشن يوم 21 مارس 2009م في قاعة ابن خلدون بكلية الآداب جامعة عدن، وسيسبقه مؤتمر صحفي يوم 14 مارس في مسرح القمندان بمكتب الثقافة بحوطة لحج، ويتوج إنجازاته يوم 21 مارس 2010م. ولم يكن اختيار تاريخ (21 مارس) اعتباطياً، بل لأنه يوم (عيد الأم) والأم كما قال الوردي هي الثروة والعطاء والتنمية والوحدة اليمنية.

وبصمة الوردي واضحة على توجهات الملتقى، لأن الملتقى سيكرم عدداً غير قليل من الشخصيات الأدبية والفنية والإعلامية بالإضافة إلى تكريم عشرة منتديات ثقافية، وبعض المواقع الإلكترونية المهتمة بالشأن الثقافي والاقتصادي.

مرة أخرى أقول للأخ حسين الوردي: «ستتعب .. لكنك ستنجح».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى