دمعة وفاء

> «الأيام» علي حامد السقاف:

> إلى الخالد فينا أبداً: الشاعر محمد حسين الدرزي

يا بنات الشعر شقيها الجيوبْ

لا تسل عني، وعنه ألمي

هاهنا أشكو إلى الليل جراحي

وأبث الشعر آلام الجوى

لا تردد آهَ، فالآهُ جنونٌ

صمت البلبلُ والبومُ غداً

فاترع الوهم كؤوساً مُرّة

أي نجمٍ قد هوى يا موطني

يابهاءَ الروح كم علمتنا

ياسمير الشوق كم أسقيتنا

ياندى الوجدان كم أسعفتنا

صرتَ في أنفاق شكي مشعلاً

أيها الراحل في دمي أسىً

«كربلاء» تصطفينا كل يوم

وأرى «الحجاج» في سادية

كلنا في عُرفه أصل البلا

تُهَمٌ نستاقها كرهاً وغصباً

أنا لا أبكيك لكني دماً

أنا لا أبكيك لكني لظىً

مزقاً أصبح ينعى حظه

يا ابن لحجٍ كيف لحجٌ وأهلها

غيرها يختال في عافية

كفُّها مشلول والحزم خبا

صاح لا تسأل عن دهر به

فرياض الحب أمست بلقعاً

يالقلب يعبث الحزن به

تائه في عتم ليل سرمدي

آه، عفواً «يامحمد» موتنا

صمتت قهراً، وأضحى كهفها

فهنيئاً بحياة، حرة

رحل الصدق ووافانا الكذوبْ

ففؤادي جاد بالدمع الصبيب

وشجوني وأسىً طاغٍ رهيب

وأناجي الإلفَ والصمتُ يجيب

في زمانٍ لحنُهُ باكٍ كئيب

ملكاً يرفل في ثوب قشيب

يا أديباً آه ما أشقى الأديب

أخلص الحُبَّ وجافاهُ الحبيبْ

نزرع الآمال في القفر الجديب

دفقات الضوء في حلك الخطوب

أيها الآسي ويا نعمَ الطبيب

وبروداً من نسيمات الجنوب

لِمَ غادرت وفي النفس ندوب

و«يزيد» يتمشى في الدروب

يشنق الفجر ويجتاح الغروب

حُمم الشرِّ وبركان الذنوب

وهي حبلى بعجاب وعجيب

أبكي أحلاماً تولت لن تؤوب

أبكي جيلاً تاه في الدنيا غريب

يلعن الألفاظ في فم الخطيب

مالها من طيب العيش نصيب

وجهها المجدور يكسوه الشحوب

ونشيد العزم خجلاناً يذوب

تكسر الأنجم والبدر يشيب

وطيور العشق أضناها اللهيب

عبث الإعصار بالغصن الرطيب

ورزايا ودواهٍ، وكروب

ليس أجساماً ولكن القلوب

مرتع اليأس، وشلال النحيب

في رحاب الله يا أغلى حبيب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى