باقادر .. وثقافة الجمهور العدني!

> «الأيام» أحمد المهندس:

> يبدو أن الأخت أمل عياش تعودت أن تصوغ تغطية فعاليات عدن الثقافية والفنية للصحافة.. لهذا كان ما كتبته عكس السرد الإخباري المتعارف عليه.. ومستغرباً عبر «الأيام» حول دهشتها لردة فعل الدكتور أبوبكر باقادر.

وكيل وزارة الثقافة السعودي للعلاقات الدولية، لجمهور عدن وثقافته.. التي لم يكن يعرفها إبان حضوره الفعاليات الثقافية السعودية.

فالدكتور لا يمثل في هذه الحالة و(السالفة) سوى نفسه كأكاديمي متخصص في علم الاجتماع .. ولايمثل شريحة سعودية كبيرة ومثقفة.. تعرف عن الثقافة والفن في عدن واليمن بصفة عامة الكثير والكثير من المعلومات، فالروابط بين جدة المدينة والوطن قديمة.. وعدن (نصف لندن) كما كان يطلق عليها قديماً، وكانت قبل أن يعم الخير بلادنا (السعودية) تزودنا بكافة السلع الاستهلاكية.. وتسمعنا وتعرفنا من خلال إذاعتها وصحافتها الرائدة ( «الأيام»/«فتاة الجزيرة») مايجود به مفكروها وفنانوها من أفكار وثقافة وفن لاتعد ولاتحصى ويعرفها الكثير منا.. كأولويات الثقافة فيها.. من الإذاعة الرائدة في العالم العربي.. إلى التلفزيون الثالث في العالم العربي.. إلى أولى الغرف التجارية الصناعية العربية واليمنية.. إلى إقامة أول مصفاة تكرير للزيوت (عربياً) فيها.. رغم أننا دولة مصدرة للنفط ومع هذا.. لم نكن نملك أيامها مصفاة بترول بعكس عدن الصغرى (البريقة).

ناهيك عن دور السينما والمسرح.. وكانت هناك روابط صداقة متصلة بين أدباء البلدين الشقيقين من الرواد.. كالشاعرين على أحمد باكثير، ومحمد عبده غانم وأول وزير إعلام سعودي الشاعر عبدالله بلخير رحمه الله، وبين الفنانين عمر غابة وإبراهيم الماس، ورموز الفن في السعودية الذين كان يحلو لهم أن يغنوا أغانيهم الخالدة والشهيرة.. ولازلت أذكر أحلى الأنغام العدنية وإيقاعاتها المميزة التي كان يحلو لموسيقارنا طارق عبدالحكيم شفاه الله أن يرددها بأسلوبه الحجازي.. فلا تعتقد مديرة الثقافة في مديرية المعلا كما يحلو لها أن تعرف أو تتصور.. أن المثقفين السعوديين بعيدون عن معرفة ثقافة الأهل في عدن الزهراء.. ويجهلون تاريخ الفن والثقافة العدني وثقافة الجمهور العربي فيه.. ويستغربون استغراب سعادة الوكيل الاجتماعي لمجرد أنه من حملة الحرف الثامن بالأبجدية العربية.. وأصبح إدارياً مسؤولاً عن فرع في الثقافة السعودية، وليس من المفروض أن يكون على دراية ومعرفة كاملة بتاريخ الثقافة والفن في دولة يزورها لأول مرة، وإن كان يرتبط بها تاريخياً.. فلا يمكن أن يمر موضوع استغرابه مرور الكرام في عصر الانفتاح والفضاء المفتوح والثقافة الإلكترونية.. فمن الواجب أن يكون على الأقل يعرف كمعلومة عامة بثقافة كل العرب الذين تجمعنا بهم لغة الضاد الواحدة.. فما بالكم لو كانت تجمعنا بهم الأرض الواحدة بعيدا عن الجغرافية الاستعمارية.

وكلي أمل أن تستمر مثل هذه الأيام الثقافية بين الشعوب والبلدان العربية لأيام عديدة للمزيد من المعرفة والعطاء بيننا والتلاحم.

ناشر ورئيس تحرير مجلة العقارية

عضو هيئة الصحفيين السعوديين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى