قصيدة النثر تمرد على التقليدي في افتتاح الملتقى الأول لقصيدة النثر

> القاهرة «الأيام» رياض ابو عواد:

> أبرز انعقاد الملتقى الاول لقصيدة النثر تزامنا مع ملتقى القاهرة الدولي الثاني للشعر العربي انشقاق الحركة الشعرية وكان واضحا تحيز جيل الشباب الى ملتقى قصيدة النثر متجاهلين الملتقى الآخر الذي ضم شعراء من كل الأطياف.

وأكدت الكلمات الافتتاحية للملتقى الأول لقصيدة النثر الذي بدأ أعماله مساء الأحد في القاهرة في نقابة الصحافيين المصريين ان قصيدة النثر تشكل حالة من التمرد على التقليدي والخروج على المؤسسة الرسمية الثقافية والسياسية والاجتماعية.

وكان الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة علي أبو شادي افتتح ملتقى القاهرة الدولي الثاني للشعر العربي صباح اليوم نفسه بحضور عدد من الباحثين والشعراء العرب والأجانب.. وأكد الباحث والناقد نبيل عبدالفتاح في كلمته الافتتاحية لملتقى قصيدة النثر ان «قصيدة النثر تخرج عن الإدراكي في الوعي الديني السائد بين اللغة والشعر والمقدس مثل تقديس قصيدة الشعر العمودي».

واعتبر ان «قصيدة النثر أصبحت سيدة الشعرية العربية الحداثية برفضها تجميد المخيلة الفردية والجماعية واللغة والصور والمجازات وبرفضها ذائقات ماضوية طامحة لسلطة سرمدية تتجاوز الأزمنة والجغرافيا والتجارب الابداعية والتقنية».

من جهته رأى النقاد عبدالمنعم تليمة في كلمته ان «قصيدة النثر هي تجاوز لما هو قائم من مؤسسات تقليدية تقف أمام التطور الإنساني وتحاول منعه والصراع الدائر الآن حول النوع الشعري هو أيضا صراع موقف له بعده السياسي بين التمرد على السلطة وبين التماهي معها».

واعترف المنظمون لملتقى قصيدة النثر بأنهم «تعرضوا لضغوط لوقف استعداداتهم لتنظيم الملتقى» كما جاء في كلمة اللجنة المنظمة للملتقى التي ألقاها الشاعر محمود قرني.

وكان قرني هاجم في كلمته الجهة المنظمة لملتقى القاهرة الدولي الثاني للشعر العربي بقوله:«أعتقد البعض ان الملتقى هو ردة فعل غامضة وعشوائية ضد الملتقى الرسمي الذي يعقده المجلس الأعلى للثقافة».

وأضاف «نحن لا ننكر من جانبنا أن فعلنا يأتي ردا على شرطيي الشعر وحاملي عصاه (...) الا ان اعتقاد هؤلاء في جوهره يصلح ان يكون نموذجا لفعل العقل الشمولي الذي يحتقر كل نشاط يتم بعيدا عن مظلة المؤسسة».

وتابع ان هذا الاعتقاد «وما ينطوي عليه من نظرة شمولية يصادر حق الجماعة الوطنية ونخبها في الوجود كلية واذا قدر لها ان توجد فلا بد ان يتم تدشينها عبر آليات التسلط نفسها التي لا تتخلى أبدا عن عنفها وتنكليها بخصومها».

وطرح قرني تساؤلات عن دور الشعر والشاعر في المتغير العربي عبر قوله «لماذا لم يسهم الشاعر العربي والشعر معه قديما وحديثا في إنجاز الثورة المجتمعية ولماذا يقف الشاعر نفسه في نهاية المطاف ضد حق مجتمعه وإنسانه في التطور».

وفي هذا الإطار لم تغب قصيدة النثر عن ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي خلال أولى ندواته التي عقدت في المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية حيث أكد الشاعر حلمي سالم على ان «قصيدة النثر هي مستقبل الشعر العربي».

وفي حين اعتبر الناقد والشاعر محمد عبدالمطلب ان «المسار الإبداعي لقصيدة النثر ذهب بعيدا في النثرية مع غياب الإيقاع الموسيقى فيها وانحسار الخيال فيها وما تبعها من انحسار في المعنى وأصبحت حالة ذهنية تكاد تكون مغلقة على منتجها وحده ودخلت في هذا السياق الى قوالب جامدة».

يذكر ان ملتقى قصيدة النثر يستمر في فعالياته متزامنا مع الملتقى الرسمي ويشارك فيه عشرات من الشعراء المصريين الى جانب 20 شاعرا حضروا من الدول العربية.

وكان الأمين العام للمجلس الاعلى للثقافة المصري علي أبو شادي افتتح صباح الاحد ملتقى الشعر في غياب العديد من كبار الشعراء المدعويين إضافة الى شعراء النثر الذين افتتحوا ملتقاهم الموازي مساء اليوم نفسه.

وقد تغيب عن حفل الافتتاح شعراء عرب كبار كان أعلن عن حضورهم مثل العراقي سعدي يوسف والأردني أمجد ناصر واللبناني جوزيف حرب والفلسطيني سميح القاسم الى جانب اعتذارات سابقة من السوري أدونيس واليمني عبدالعزيز المقالح.أ ف ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى