"الأيام".. وضريبة كشف المستور

> ياسين علي العولقي:

> لأنها سيدة الصحف ولأنها القلب النابض لمدينة عدن وأهلها الطيبين.. فقد أحدث غيابها القسري فراغاً جسيماً كعلم ووسيلة تنويرية تضيئ معالم الفكر والإبداع.. فقد كنت أمتع يراعي ككاتب في هذه الصحيفة الغراء "الأيام"، وفي جوانب شتى من مقالات سياسية وأدبية وفنية؛ لأنها عودتنا دائماً باحتضان الأقلام الإبداعية.. فقد برقت عيناي فور رؤيتي لصحيفة "الأيام" تتلألأ للعيان في الكشك الخاص بالصحف اليومية، وشعرت بغبطة شديدة وحمدت الله لعودة الروح للجسد.. عودة "الأيام" يعني لنا الكثير فهو بحد ذاته بمثابة التحدي المعلن للإقصاء الإجباري الذي فرض عليها، وإحقاقاً للحق وللقاعدة الشعبية الجارفة التي تتمتع بها، والسمعة المدوية التي تحفل بها عودة "الأيام" وهذا انتصار للمهنية الصادقة والجريئة التي تتغلغل في عمق الخبر لتستنشق النبأ اليقين وتنتشله من الأعماق المخفية.
عودة "الأيام" يعني الشعور بفداحة الخسارة لافتقادنا لفقيدها الكبير / هشام باشراحيل (أبو باشا) لكونه كان دائماً المبادر وصاحب الصوت المسموع والمؤثر الذي لم يأل جهداً في قول الحق تحت أي ظروف عصيبة.. عودة "الأيام" يعني عودة الأيام التليدة المملوءة بالأنفة والكبرياء.. عودة "الأيام" يعني رد الاعتبار لأسير الواجب وأسير التضحية والصمود.. المرقشي الذي ارتبط اسم "الأيام" بمبادئ هذا الشخص، الذي رفض الذل والانكسار، وضرب الأمثلة والدروس في التحدي والصبر والجلد الذي يفوح من شذى هذا الرجل الهمام.. عودة "الأيام" يضيف الألق في ربوع الوطن ويهدئ من السرائر؛ خصوصاً في مرحلة حساسة يمر بها هذا الوطن.. فليبشر الجميع، فالخيول قد تنام، ولكنها تنام وهي واقفة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى