حسرات وآهات لعروسة الخمسينات

> محمد البقعي

> أثار انتباهي حين وقع نظري على عنوان يحوي موضوعاً قصيراً باسم: "سباق السيارات في البريقة يشارك فيه أحد عشر شخصاً".
اهتممت بالعنوان، الذي أوردته صحيفة «الأيام الرياضي»، وبدا لي مفاجئا وغريباً بعض الشيء .. صرفت بصري قليلاً عن الصحيفة وبدأت أتساءل متى أقيم؟ ولماذا لم نسمع به؟ هل كُنا غائبين أم أن الخبر لم يلقَ اهتماماً وانهضم إخبارياً ! فعدت أتحقق من أني قرأته صحيحاً، ظناً مني أني قد كنت مشتت الانتباه، فكان صحيحاً، وبدأت أتفحص العنوان فلم أجد كلمات دخيلة توحي أن السباق لايخص عدن، عندها قرأت المقال وكان يتمحور حول مُشاركة فريق البريقة - عدن ضد فريق الأمير ويلز البريطاني.. فتعجبت، نادي السيارات بعدن!! أين يقع ومن سمع به؟ وهل لنا مضمار صالح للسرعة السباقية، أم أني والبعض نجهله!.

فعادت ذاكرتي سريعا للاسم "أمير ويلز"، وتنبّهت أنني أقرأ مقالاً يتحدث عن حدث قديم أُعيد نشره، وفعلا كان الموضوع في ركن ثابت على الصحيفة باسم "رياضة زمان".
فاستغربت من لحظات تعجبي عند بداية قراءتي للمقال، وأنني فرِحت أن في مدينتنا تقام مسابقة سيارات كالدول المتقدمة، للوهلة الأولى من قراءتي بدأت أشعر أن وزارة الشباب والرياضة قدمت مجهوداً عظيماً يُشكر عليه في أيامنا الحزينة المُكتظة بالمآسي والنكبات، تعجبت من نفسي ومن حال مدينتي التي باتت تفتقد هيكلها المُميز من فعاليات وأنشطة، بل والكثير من العطاءات الروتينية، وأصبحت تحتوي ذرات الفرح وتعتنقها بصدر الفقدان المُتعطش .. ينتابُك الذهول بل التحسر والقهر حينما تعلم أن المسابقة أقيمت في ١٩٥٩ م، نعم .. قبل ٥٥ سنة.

هناك في تلك الحقبة كانت الأيام تدب فعلا بالأفراح وتواكب الأُنسات والمسرات مع اختلاطها بدموع الاحتلال والحرقة على دماء الشهداء، إلا أننا نختلق ما يُسعدنا.
المدينة تسير للخلف، بل وتجر معها مقدمتها لترديها، في حين أن باقي المدن تمتطي التواكب والتحضر بأحزمة من ذهب!

نعم .. كان ذلك قبل ٥٥ سنة، أين كنا وكيف أصبحنا؟!
فلله درك ياعدن .. واللهُ وحدهُ يشفيك .. لم نيأس يوماً من عطائه، وسيغمرنا حتماً بمنّه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى