فاتورة نادي خنفر !

>
ياسـر الأعسم
ياسـر الأعسم
نتيجة لعجز إدارة نادي خنفر عن سداد قيمة فاتورة إقامة بعثة فريق كرة القدم قام أحد الفنادق في (صنعاء) باحتجاز حافلته، ولم يتم الإفراج عنها إلا بعد تدخل أحد نواب البرلمان عن محافظة أبين ورهن سيارته الخاصة عوضًا عن حافلة النادي!.
هذا الموقف الذي نشرت صحيفة "الأيام الرياضي" بعض تفاصيله في عددها الصادر يوم الإثنين الماضي وإلى اليوم مر أسبوع، ونحن ننتظر أن يخرج علينا مسئول بتصريح أو بتعقيب يكشف حقيقة ما حدث لنادي خنفر، ويحدد الجهة التي كانت سبب في (البهذلة) التي تعرض لها ممثل محافظة أبين، أو حتى ينفي الواقعة !.. لكن من المؤسف أن الجميع تعامل مع الموقف ببرود، وكأن الأمر لا يعني أحد، وحتى إدارة النادي المعنية بالأمر اختارت الصمت عن المواجهة !.. نعتقد أن المشكلة لم تنتهِ عند رهن سيارة النائب البرلماني، وكما نعتقد أيضًا أن هناك جهات وشخصيات كثيرة مدينة لنادي خنفر باعتذار علني !.
غادر فريقا (فحمان وخنفر) محافظة أبين للمشاركة في تصفيات الدرجة الثانية، والمؤهلة إلى الممتاز وسط ظروف تعيسة، ولم يكلف أحد من المسئولين نفسه عناء توديعهما، ولكن حين عاد فريق نادي فحمان ببطاقة الصعود إلى دوري (النخبة) تعلقت سلطة المحافظة بذيل الإنجاز المشرف، وملأت الابتسامات الصفراء وجوه المسئولين، وتطاير رذاذ لعابهم في وسائل الإعلام إلى درجة الاشمئزاز، ولكن ورقة التوت لم تصمد طويلاً، حيث كشفت ديون فاتورة (خنفر) عورتهم من جديد، ففي ذروة معاناته خذلوه، ودفنوا رؤوسهم في الرمال، وتركوا نادي مدينة (جعار) في جحر (الحمار)، ولولا نخوة البعض لعادت بعثته من (صنعاء) إلى (أبين) سيرًا على الأقدام! .. فالنجاح الذي حققه (فحمان) جعلهم يتسابقون على أبوته، وبينما تعثر (خنفر) جعلهم ينظرون له كابن غير شرعي، وتخلوا عنه في محنته!.
تواصلت مع شخصية رياضية (أبينية) محترمة، وتحدث بمرارة عن أوضاع رياضة (أبين)، وقال: "يا أخي .. لا ترهق نفسك بالكتابة، فالذي لا يخشى الله تعالى لن يستحي من عباده .. إن الفساد في أبين ثقافة، وليس نزوة !.. إذا كانوا قد سمسروا بنادي حسان، وحرجوا بمجده على الأرصفة، فهل تتوقع أنهم سيشعرون بالذنب، وتأخذهم الشفقة بنادي خنفر" ؟!.
محافظة أبين التي يعيش سكانها، وشوارعها، ومرافقها، ورياضتها في حالة بؤس، ويعاني شبابها من البطالة، بينما مسئوليها الذين معظمهم نقل محل إقامته إلى (عدن)، ويزورن مكاتبهم صباحًا أحيانًا، ويغادرونها منتصف النهار، هؤلاء يعيشون حياة مترفة، وأصغر وكيل أو مدير عموم يدخر تحت (مخدته) ما يغني أندية المحافظة ذل السؤال، ويحقق أحلام كثير من شبابها، وينتشلهم من الفقر، والضياع!.
إن ما حدث لنادي خنفر جرعة ألم جديدة في وريد الرياضة اليمنية، ونحسب أنها لن تكون الأخيرة، فقبل عدة أعوام تم احتجاز بعثة فريق نادي تضامن شبوة في أحد الفنادق للسبب نفسه !.. طالما أن الأندية التي هي حجر أساس الرياضة (جيعانة)، والقائمين على خدمتها في نعيم، فإن أحلامنا لن تتزحزح من مكانها، ولن نتقدم خطوة إلى الأمام !.. نستطيع أن نضع خارطة طريق، ولكن لا يمكن أن نسير نحو النجاح بخطوات ثابتة إذا كانت أقدامنا مبتورة، وعقولنا فارغة !.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى