كركر جمل

> عبده حسين أحمد:

> كل الناس يجب أن يكونوا في عيوننا سواء.. ليس هناك فرق بين أبيض وأسود.. رجل وامرأة.. غني وفقير.. عربي وأعجمي إلا بالتقوى.. ولكن الذي يحدث في الواقع أن الناس في البلدان التي تصلي على النبي - متفاوتون في الحقوق والواجبات.. وغير متساوين في المواطنة.. فالرجل أفضل من المرأة.. فهي مظلومة دائما.. وسبب ظلمها مفهوم وواضح.. أما الذي ظلمها في كل العصور والأزمان فهو الرجل.. فالمرأة مخلوق ضعيف في نظر الرجل.. هو القوي الذي يأمر، وهي التي تطيع دون أن تقول (لا).. وفي هذا الجو يلقي الرجل ما في نفسه من غيظ وحقد ورغبة في الانتقام من المرأة إذا حاولت أن ترفع رأسها.. أو طالبت بحقها في المساواة مع الرجل.
وقد عرفنا في كل عصور التاريخ.. في البلدان التي لا عرفت الديمقراطية ولا فهمت معنى المساواة بين الرجل والمرأة..
كيف يسخر الرجل من المرأة.. وينظر إليها باستهانة.. فهو يريد أن يراها ذليلة أمامه.. وينسى الرجل باختياره أن المرأة هي الشكل الرقيق والصدر الحنون والصمت الجميل الذي يناجينا ويتحدث إلى أرواحنا وينسينا همومنا ومتاعبنا
ويهز قلوبنا وأعماقنا من الداخل.. فهي الأم والزوجة والبنت والأخت والعمة والخالة.. ولكن الرجل يخطئ كثيرا في
تقدير نفسه وتحقير المرأة.
وفي أكثر الحالات كان الرجل يتزوج امرأة بدون معرفة سابقة أو قصة حب.. أجدادنا كانوا يفعلون ذلك.. وليس اليوم كالأمس.. فالزواج أصبح بعد معرفة وتفاهم أو قصة حب.. فالنهاية السعيدة تبرر كل شيء.. وليس مهما أن يقتنع الناس بالنتيجة التي حدثت مفاجأة بالزواج.. المهم أنهما اتفقا وتزوجا وكونا أسرة سعيدة حالمة وعندها طموح وآمال بأن يكون لها أطفال.. ثم يجيء الأطفال مثل ثمار الأشجار أحلى وأعذب.
ولكن تظل نظرة الرجل إلى المرأة - بسبب التخلف وغياب الديمقراطية والمساواة - هي نفس النظرة قاصرة وخاطئة.. ويعتقد الرجل في بعض الأحيان أنه وقع في حفرة عميقة وضيقة في الأرض.. فهو قد يرى أن هناك فرقا واضحا بينه وبينها.. وقد يشعر أنه ارتكب غلطة،فهو ليس في حاجة إلى كل هؤلاء الأطفال.. وليس في حاجة إليها أيضا.. بالرغم أنها تحبه وخادمته في كل شيء صغير وكبير في حياته.. وهي التي اختارته وقبِلته زوجا قبل أن يعرف أحد من الناس.. ثم يبدأ الخلاف الحاد بينهما لأسباب كثيرة ثم ينتهي بالطلاق.. وكما لم يتدخل أحد في زواجهما.. لا يتدخل أحد في أن يجعل حدا لهذه النهاية المؤلمة.. وكانت البداية سعيدة.. فأصبحت النهاية تعيسة.
هذه هي حياة المرأة في البلدان المتخلفة.. زواج وأطفال وتربية ووفاة أو طلاق.. لا عمل ولا مشاركة للرجل في الحرية والمساواة والحياة الانتخابية - امرأة واحدة في مجلس النواب - وهي تريد كل ذلك لنفسها.. ولكن الدولة كانت لاتريد أن تساعدها على أن يكون لها مكانة في مجتمع جديد.. في عالم جديد.. في زمن متطور.
ولذلك لا بد من عمل شيء من أجل المرأة في بلادنا.. ولا بد أن تأخذ المرأة موقعها في المكتب والجامعة والمصنع والقضاء
والمستشفى والوزارة والبرلمان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى