طبت ياهشامنا المناضل حيا وميتا

> يحي عبدالله قحطان :

> “يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضيه فأدخلي في عبادي وادخلي جنتي” صدق الله العظيم.. لاريب أنه حينما تخلد فقيد الوطن المناضل الكبير الأستاذ هشام محمد علي باشراحيل، حين تخلدت نفسه الطيبة المطمئنة إلى ربها راضية مرضية في 16/6/2012 م حينئذ تتجدد حياة فقيدنا المثالية السرمدية، بين أوساطنا وتتعمق منظومة قيمه الإيمانية والنضالية والإنسانية والأخلاقية وسيرته الحميدة العطرة في وجداننا، ذلك أنه عندما تتشبع القلوب بأريج العقيدة الإسلامية، عقيدة المحبة والتصالح والتسامح والسلام، عقيدة الوسطية والسماحة والاعتدال والوئام، عقيدة الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية، التي تبدد دياجير التخلف والفتن والحقد والظلام، ودهاليز الظلم والقهر والحرمان والاستبداد، ومواطن الفساد والضيم والهوان.
حينئذ تتجدد تلك القيم الإيمانية والأخلاقية والنضالية في مسيرتنا الثورية والوحدوية والديمقراطية، لتنير للمكلومين والمظلومين والمستضعفين طريق الحرية والعزة والانعتاق، طريق العدل والتقدم والسلام، فمهما طال الليل وأسود جانبه، وكثر ويله البهيم، فلابد وبإذن الله أن ينبثق عنه عهد جديد وضاء وفجر باسم مشرق تشرق أنواره وبركاته على كل روابي اليمن شمالا وجنوبا “فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا” ولن يغلب عسر يسرين.
اشتدي أزمة تنفرجي * قد آذن ليلك بالبلج وصدق رسولنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم القائل: “واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا” عندما كان يشتد الخناق والصعاب على هشامنا وأسرته الكريمة وصحيفته «الأيام» الغراء كنا نطمئنه بهذا الحديث.
والعجيب في الأمر أن قلب فقيدنا هشام كان مشبعا بالإيمان ورباطة الجأش والتسامح والحب لكل الناس، والصبر على الشدائد والمحن “وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم” وعندما تم الاعتداء الغاشم على منزله في صنعاء كان الهدف هو رأس هشام وإسكات صحيفة «الأيام».
كنا قد ذهبنا إلى عند النائب العام الذي يطالب بالقبض على فقيدنا هشام تبين لنا أن البلاغ الكيدي والكاذب قد تضمن أن الجاني هو الأستاذ هشام، حيث أخذ سلاحه وقفز على سور المنزل وأطلق النار على المعتدين، قلنا للأخ النائب العام “لا
حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الأخ هشام ليس شابا حتى يقفز على السور،وكبر سنه لا يسمح له بذلك، وعمره تقريبا
لم يحمل السلاح”، كان الأخ النائب العام متفهما وفي مستوى المسئولية.
وبمناسبة مرور عامين على وفاة فقيدنا المناضل الأستاذ هشام باشراحيل،الذي انتقل إلى رحاب الله قبل أن يُرَدَّ له اعتباره، فإنه يجدر بنا جميعا حكومة وشعبا ومنظمات المجتمع المدني، ونقابة الصحافيين والإعلامين، وعلى رأس الجميع رئيس الجمهورية الأخ المناضل عبدربه منصور هادي حفظه الله إحياء هذه المناسبة وتكريم هشامنا بأرفع الأوسمة،ورد الاعتبار معنويا وماديا لأسرته الكريمة وصحيفته «الأيام» ولشقيقه الأستاذ المناضل تمام وأولاده النجباء وإطلاق سراح الأخ المناضل أحمد عمر المرقشي.
وفي هذا الصدد كأننا بفقيدنا المناضل هشام وهو يحمل القضية الجنوبية بامتياز، وقد انتظم مع أولئك الغر الميامين عند ربهم يرزقون، في مواكب خالدة موحدة ومتآلفة في رحاب الله، ينشدوننا العهد الذي فارقونا عليه قائلين “لا ترجعوا بعدنا أشتاتا وكيانات متشاكسة ومتصارعة لتسديد الجلدات الموجعة والمكايدات الحزبية والتخوينية ضد بعضكم بعضا، احرصوا على عقد مؤتمر جنوبي جامع في العاصمة عدن الباسلة والاتفاق على كلمة سواء وحل القضية الجنوبية حلا عادلا،وبما يرضي أبناء الجنوب ويرسخ وشائج القربى والإخوة الإيمانية والمصالح المشتركة بين الشمال والجنوب، وبما يعزز الأمن والاستقرار والتعايش السلمي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي”.
كأننا بفقيدنا المناضل هشام، وقد انتظم مع مواكب الخالدين في رحاب الله ينادوننا قائلين “سوروا قضيتكم الجنوبية العادلة بالتوحد والتصالح والتسامح والإيثار، وطي صفحة الماضي البغيض، فلا تخوين ولاتكفير، ولا تبغيض ولا أحقاد، ولا إقصاء بعضكم لبعض، مهما كانت الاختلافات في الرؤى والخيارات والوطنية نتعاون فيما نتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما نختلف عليه، قال إمامنا الشافعي رحمة الله عليه “رأيي الصواب يحتمل الخطأ ورأي غيري الخطأ يحتمل الصواب”، مؤكدين أنه من مجانبة الصواب الاعتداد بالنفس وإلغاء الآخر أو أن يجزم أي تكتل بأنه الممثل الشرعي والوحيد للجنوب،وأن خياره لحل القضية الجنوبية هو الأفضل والوحيد، ذلك أن مانراه اليوم أنه الخيار الناجع والأفضل قد يكون عند التنفيذ مستقبلا هو الخيار الأسوأ، كما أن الخيار الذي نراه اليوم غير مناسب قد يكون في المستقبل هو الخيار الأسلم والأفضل، والعبرة أمامنا (ويازمانا بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه)، لذلك فمن يختلف معنا في الرأي ومع خياراتنا الوطنية لحل القضية الجنوبية لا نعتبره خائنا عدو لنا نتوعده بالويل والثبور كما كان يحصل ذلك في ماضينا المرير، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، والسياسية الشرعية تقتضي تحقيق الممكن، ومالا يدرك كله لا يترك جله”.
كأننا بفقيدنا المناضل هشام وأولئك الأماجد يحذرونا من تكرار أخطاء الماضي وتخوين وإقصاء بعضنا لبعض، مناشدين لنا جميعا بأن نحصن أنفسنا بالدين الإسلامي الحنيف، دين المحبة والتصالح والتسامح والسلام، دين الوسطية والسماحة والاعتدال والوئام، فالإسلام هو الحصن الحصين والركن الركين، وصمام الأمان لحاضرنا ومستقبلنا، ومعاشنا ومعادنا والعاقبة للمتقين.
ختاما ربنا يتغمد هشامنا المناضل بواسع رحمته وغفرانه، ويسكنه فسيح جناته مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا.. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى