سيدي الرئيس .. جعلوهم يتسولون!

> محمد فضل محمد:

> سيدي الرئيس عبد ربه منصور هادي.. قبل أيام التقى بفخامتكم في صنعاء العميد ناصر النوبة، وصوب لقائكم شخصت أبصار الآلاف من الجنوبيين المقصين قسراً عن أعمالهم في المؤسستين العسكرية والأمنية والقطاع المدني منذ العام 94م وما قبله من سنوات إقصاء الكوادر تعسفاً وظلماً في الشمال والجنوب.
سيدي الرئيس نثق أن لقاءك والنوبة لم يغفل قضية المبعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين الجنوبيين، خاصة وأن العميد النوية أول من حمل على عاتقه قضيتهم في 2007/7/7م بل وقبل ذلك، وأنت سيدي الرئيس من تصدر بمسؤولية حينها لهذا الملف المرتبط بمصير آلاف يعيلون مئات الآلاف.
سيدي الرئيس .. بالأمس استوقفني وأنا على مقربة من صحيفة "الأيام" في عدن واحد من أولئك المبعدين ظلماً عن وظائفهم .. تردد لبرهة ثم سألني هل تعمل في "الأيام"، وبعد أن أجبته بـ (نعم) أبرز من جيبه بطاقته العسكرية ومذكرات رسمية عديدة صادرة من اللجان المتعاقبة على ملف المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين الجنوبيين، ولم يلبث أن جهش بالبكاء بحرقة ممزوجة بالقهر.. أقسم لك يا سيدي الرئيس ذاك العسكري الجنوبي أنهار باكياً ولسانه حاله يقول: والله نحن شرفاء وأعزاء لكنهم أماتونا قهراً وجوعوا نساءنا وأطفالنا سنوات طوال جداً.
سيدي الرئيس .. ذاك العسكري المقهور رفض أخذ مبلغ من المال رغم قلته إلا أنه كان سيعينه، وكل ما طلبه (قليل من الأرز وزيت الطبخ) ليطعم خمس نساء يتضورن جوعاً بين جدران مسكنه هن زوجته وبناته الأربع .. ولا زالت كلماته تتردد في أذني: (يا ولدي أنا مش متسول بس أربع بنات وأمهم جواعى داخل البيت وما فيش معي حق كيلو أرز وقارورة زيت .. آه الله لا سامح من رجعونحنا شحاتين وأحنا كوادر في القوات المسلحة، ومثلي يا ابني الآلاف في الأمن ومدنيين قطعوا أرزاقنا وجوعوا عيالنا وما لاقينا منهم إلا لجان ما فعلتش لنا أي حاجة وكأننا وعيالنا مش بشر!!".. وبكى مجدداً وبحرقة أيضاً ممزوجة بالقهر.
سيدي الرئيس .. بين يديك قضية هؤلاء المقهورين المغلوبين على أمرهم منذ سنوات عجاف طالت وتطاولت عليهم حتى أجبرهم جوع أسرهم على مد أيديهم أو البحث عن كسرة خبز في براميل القمامة، بعد أن باعوا كل غالٍ، وقصمت الديون ظهورهم .. وبعد المولى سبحانه بمقدور فخامتكم توجيه إنصافهم بقرار شجاع منكم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى