(الحسم) سلاح الرئيس

> مدين مقباس:

> لا شك في أن أي رئيس يتميز عن غيره بميزات خاصة في التعامل مع القضايا السياسية أو الأحداث الناشئة، وذلك يعود لعدة عوامل ذاتية وموضوعية، لتطغى في الأخير هذه الصفة أو تلك على تعامله مع الأحداث في السلم أو الحرب.
تشير الأحداث التاريخية إلى أن عددا قليلا من الرؤساء العرب تميزوا بهذه الصفة، وكانت أحد أبرز أسباب نجاح إدارتهم لشؤون بلدانهم،فيما كان غيابها عند غيرهم من الرؤساء سبباً سلبياً في إدارتهم، وعدم صمودهم أمام أحداث بسيطة يمكن احتواؤها بسهولة وبأقل كلفة.
استعراض هذه العوامل ليس من باب المديح أو الذم، وإنما لمعرفة الأسباب والأدوات التي كانت سلاحاً ماضيا بيد أولئك الرؤساء للحفاظ على مصالح شعوبهم، وإحباط المؤامرات وإجهاض محاولات الانقلابات في فترات قصيرة، لتجنيب مجتمعاتهم هذا السلوك المرفوض للوصول إلى السلطة التي بها وصلوا إليها، ويحلمون اليوم من خلالها العودة إليها ثانيةً دون أي اعتبار لإرادة شعوبهم أو المتغيرات الدولية التي باتت تمنع وترفض انتهاج مثل هذه الممارسات الموروثة من الأنظمة الديكتاتورية.
المتابع لأداء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي سيجد أنه يتميز عن غيره بصفة (الحسم السريع) للتعامل مع الأحداث الناشئة بعيداً عن أسلوب المراوغة.
تشير وقائع الاحتجاجات والتحريض على التظاهر التي شهدتها العاصمة صنعاء،وما رافقها من أعمال لتهييج الشارع وتحفيز المخربين لتدمير أبراج الكهرباء، وأخرى للإثارة والتحريض، وما سبقها من تهيئة إعلامية ولوجستيه إلى أن هناك من كان يقوم بالتخطيط لانقلاب على السلطة في اليمن،وتحويل الاحتجاجات في الشوارع لتوفير الغطاء لهذه الأعمال تحت مسميات (ثورة) على غرار ما حصل في دول أخرى، وتم محاولة استنساخها أكثر من مرة في أوقات سابقة، ولم يكتب لها النجاح لعدم توفر العوامل والظروف والمناخات المواتيه لنجاحها.
هذه المرة تسّيد شعور الثقة بنجاحها مسبقاً لدى المحرضين عليها، وفي تقديري أنها كانت ستنجح لولا مقابلتها بالحسم السريع للسيطرة عليها من قبل فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي (حفظه الله)، حين اتخذَ قرارات سريعة بالتعديل الوزاري ليضع بذلك حداً لهذا التطاول الذي خطط لتنفيذه في صنعاء دون غيرها من المدن.
كما أن اختيار المكان يسقط فرضية مبررات دوافع الخروج للشارع بأنه يرجع لانقطاع التيار الكهربائي، وهنا لن تصدق رواية دوافع وأسباب خروج المواطنين في صنعاء للتظاهر، دون أن يخرج المواطنون الأكثر تضرراً من الانقطاع في بقية المحافظات،ممن يذوقون عذاب الحر الشديد في محافظتي الحديدة وعدن.. وهذه الأكذوبة إن مرت علينا نحن اليمنيين، فإنها لن تُمر على المتابع الخارجي، ولهذا سرعان ما بادر الخارج بإعلان موقفه منها وكان أولهم وزير الدولة البريطاني لشئون التنمية الدولية آلن دنكن.
بالحسم أسقط الرئيس الرهان الخاسر لأولئك الواهمين بالعودة للسلطة، وبهِ أيضاً جنب الشعب مصائب تلك العصابات التي دأبت على مغالطة الشعب اليمني طوال الفترات الماضية بمحاولاتها تنفيذ كثير من الانقلابات التي واجهها الرئيس هادي، بنفس السلاح الفتاك (الحسم) أسقطها في العرضي والسبعين وغيرها من المواقع.
هنيئاً لشعبنا ولوطننا هذه القيادة الحكيمة الحريصة على استقراره، والتي بمواقفها الجسورة والحاسمة تؤكد عدم سماحها لأي كان جر الوطن إلى منزلق لا تحمد عُقباه، ومواصلة جهودها للحفاظ على الوطن وإنجاح التسوية السياسية، وننصح أولئك بالكف عن هذه الأساليب والممارسات، التي لم تعد مجدية، ولم يعد لها قبول شعبي وإقليمي ودولي بعد صدور القرارات الأممية،وعليهم أن يقرؤوا جيداً تصريحات وزير الدولة البريطاني لشئون التنمية الدولية آلن دنكن والاستفاده من مضمونها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى