هشام باشراحيل .. جنرال الصحافة الحرة والمواقف الإنسانية النبيلة

> عبدان دهيس:

> في 16 يونيو الجاري 2014، صادفتنا الذكرى الثانية لرحيل جنرال الصحافة الحرة، صاحب القلب الكبير،والمواقف الإنسانية النبيلة المشهودة،والأخلاق السامية الرفيعة، أخونا وحبيبنا الزميل العزيز الأستاذ هشام محمد علي باشراحيل رئيس تحرير صحيفة «الأيام» الشهيرة طيب الله ثراه حينما بلغني نبأ الوفاة، كنت يومها في مقر نيابة الاستئناف بمدينة الحوطة في محافظة لحج، وقد علمت بهذا الخبر المحزن والمؤلم، من أحد القضاة الذي علم هو به عبر (رسالة هاتفية)، وهي أن الأستاذ هشام باشراحيل رحمة الله عليه قد فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها،وتوفي منذ لحظات، في العاصمة الألمانية(برلين)، حيث كان يتلقى العلاج هناك من مرض القلب الناتج عن وجع وآلام المعاناة والقهر والظلم الذي طاله وطال (أسرة باشراحيل) الكريمة جمعاء، وأن جثمانه الطاهر، سينقل من برلين إلى عدن،ليدفن إلى جانب والديه رحمه الله عليهما،في هذه المدينة، المكلومة المظلومة، المقهورة، التي ولد ونشأ وترعرع وتعلم وعمل إلى جانب والده فيها، وأحبها بكل جوارحه، مثل أهلها الطيبين أحبوا (أسرة باشراحيل) وصحيفة «الأيام» بكل جوارحهم وعواطفهم، ورأوا فيها مع سائر أبناء الجنوب وعامة البلاد، صوتهم المعبر عن همومهم ومظالمهم وقضاياهم،وقد كان ذلك الحشد الكبير غير المسبوق الذي اصطف من مطار عدن الدولي حتى منزل (أسرة باشراحيل) بكريتر خير دليل على شعبية الراحل الكبير هشام،وصحيفة «الأيام».
ولا ننسى بهذا الصدد ذلك الموقف النبيل لرئيس الجمهورية الأخ عبد ربه منصور هادي تجاه (أسرة باشراحيل) في مصابها الجلل هذا، حينما أرسل (طائرة خاصة) لنقل جثمان الفقيد من برلين إلى عدن، إذ ترك هذا الموقف أثراً طيباً لدى (أسرة باشراحيل) ولدى كل زملاء ومحبي الفقيد والأسرة الصحفية عموماً.
أتذكر في مقام هذه الذكرى تلك الرعاية الإنسانية التي أحاطني بها الراحل هشام، حينما (أوقف راتبي) وأقصيت من عملي في صحيفة (صوت العمال) قسراً، وظلمت في عوز شديد وفاقة،وبدون معاش لمده ثمان سنوات عجاف،يعلم بها الكثيرون، منذ 1994 م (عام النكبة) في الجنوب، وحتى عام 2002 م،فخلال كل هذه الفترة منحني أخي هشام رعايته المعهودة بكل هدوء ودون ضجيج،بل وفتح أمامي )فرصة العمل( في صحيفته،وأرسل لي رسولاً إلى منزلي لهذا الغرض، وقد استجبت لذلك، لولا بعض الظروف القاهرة،التي أعاقتني من الالتحاق بكتيبة «الأيام» الصحفية، لكنني ظللت - ومازلت - مشدوداً كثيراً إليها، وكنت سعيداً بهذا الموقف الإنساني النبيل، من رجل نبيل وخلوق إلى أبعد الحدود، وهذه شهادة للتاريخ، أسجلها هنا في «الأيام» ومواقف الراحل الكبير هشام كثيرة، ليس تجاه زملاء المهنة فحسب،ولكن مع كل الذين يحتاجون إلى المساندة والمساعدة، من المظلومين والمقهورين والمحتاجين.
جمعتني بالراحل الكبير هشام محطات كثيرة في (جبهة الصحافة) وبلاط صحابة الجلالة، وعلى مدى سنوات طويلة،منذ إعادة صدور «الأيام» بعد (الوحدة المغدورة) في عام 1990 م، وظلينا على تواصل والتقاء حينما تتطلب الحاجة ذلك، حينها كنت في (صوت العمال) سواء كانت الحاجة فيما يتعلق بالمهنية والعمل الصحفي عامة، أو بالشأن النقابي ذات الصلة بنقابة الصحفيين، كان يحترم زملاءه.. ولا يرضى بأن يظلمُ أحد، أو يصادر حقه في التعبير، وقول كلمة الحق، فكل الذين عرفوا الراحل هشام عن قرب، يؤكدون هذه الصفات الطيبة والقيم الإنسانية لديه، وهو كريم وعاطفي إلى أبعد الحدود، ولكنه كان يرفض الإنكار والإذلال والخضوع، لهذا تحمل خلال مسيرة حياته وعند رئاسته لصحيفة «الأيام» كل المتاعب والآلام والمعاناة والقهر، ولكنه ظل واقفاً شامخاً كالنخيل ولم يسقط، ومات كذلك شامخ الرأس فلم ينحني أبداً، تكلله سيرته العطرة الناصعة، وتاريخه النظيف ومواقفه الإنسانية المشهودة والنبيلة،فأمثال هؤلاء العظماء لا يموتون، ويظل ذكرهم خالداً وحياً في قلوب كل الناس الطيبين إلى قيام الساعة.
خير عزاء وخير وفاء للراحل الكبير هشام، هو أن تستمر صحيفة «الأيام» على نهجها الحر، والوقوف إلى جانب المظلومين ومساندتهم في قضاياهم، كما عرف تاريخها منذ التأسيس بذلك، مع تمنياتنا للزميل الأستاذ تمام باشراحيل، رئيس التحرير، وإلى جانبه أنجال الراحل هشام وكل محبي وقرَّاء «الأيام» كل النجاح والتوفيق .. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى