دعوة للتعقُّل

> عبد ربه سالم مدرم:

> في البداية أتوجه لكل الشعب اليمني شماله وجنوبه بالتبريكات بمناسبة قرب شهر رمضان الكريم، الذي أرجو وأتأمل أن يكون هذا الشهر الفضيل بعيداً عن سفك الدماء وبعيداً انطفاءات الكهرباء المزعجة، خاصة أنه سيحل علينا شهر رمضان الفضيل في ظل درجة حرارة لا تطاق، فلله الحمد على كل ما أعطانا.
نريد أن نعيش روحانية هذا الشهر بعيداً عن التهكم وفرض الرأي الآخر بقوة، وبعيداً عن التخوين والإساءات الجارحة لبعضنا البعض.. لماذا لا نجعل من هذا الشهر الحبيب على كل مسلم دعوة للتصالح والتسامح ونبذ الخلافات، لأننا ـ وبكل صراحة ـ إذا لم نُحكِّم عقولنا فالسفينة التي نبحر على ظهرها ستغرق بنا كلنا دون تمييز.. وخاصة لماذا ـ نحن شعب الجنوب ـ لا نعطي صوت الوسطية ونسمع له؟ لماذا فقط صوت التشدد هو ما نسمع له؟!.. أليس هو الصوت النشاز الذي كان يقود ويحكم البلاد من بعد الاستقلال؟.
أستغرب جداً أننا ـ شعب الجنوب ـ لا نفكر بعقولنا بل نفكر بعاطفتنا فقط، وأقولها بكل صراحة من يريد أن يقود الشعب فلينزل إلى الوطن وأرضه إن كانت غالية عليه حقاً، ويناضل يدا بيد مع شعبه وليس من فنادق 5 نجوم أو قصور مشيدة.. وهنا الكلام ليس مقتصرا على شخص معين بل لكل قادة الجنوب الذين قد شاخوا وخرفوا وهرموا وضعفت ذاكرتهم.
عليهم أن يعتصموا إلى الأبد.. ولا أدري لماذا لم يعطوا الصلاحية والرأي وبكل أمانة لقادة الجنوب مثل السفير السابق أحمد عبدالله الحسني وزعيم الشعب والحراك باعوم والمناضل محمد علي أحمد الذي بدخوله مؤتمر الحوار كشف القيود والفساد على الجنوب، وأسمع صوت القضية الجنوبية إلى أعلى المستويات.. وأخيراً الشيخ الجليل بن فريد الذي أراد جمع شمل كل الجنوبيين، ولكن هناك من تعاون معه، وهناك من رماه وشكك في نواياه وخذله.. يا سبحان الله!، لا أدري لماذا الصوت المتطرف والمتشدد هو فقط من نسمع له، وصوت الحكمة والعقل هو من نُعرض عن سماعه.. الحسني غادر ورجع من حيث عاد، ومحمد علي طلعوا له السكري ورجع إلى لندن، وبن فريد والله إني حزين عليه لأنه كان يريد الخير من كل قلبه للجنوب ولكن عند من؟!.. وماذا نقول للرئيس المهندس العبقري حيدر أبو بكر العطاس عندما أراد أن يعود للوطن ويناضل من الداخل لأجل شعبه ووطنه وقضية الجنوب، وعندما حكّم عقله وعلم أن الوقت لا يزال يبعد من المجتمع الدولي، وأنه لابد من الانصهار حتى يأتي ذاك الوقت المنشود.. أم نقول عليه خائن لأنه أراد الخير.
وهنا أقولها صراحة لن يصلح حال قضيتنا ونحن نستمع إلى التشرد ولا نستمع إلى التعقل.. علينا التحرر من العنصرية المقيتة، علينا أن نفكر بطريقة عصرية وثقافية محررة عن التشدد.
وأخيراً أتوجه بالشكر والتقدير للعميد ناصر النوبة رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين وهو أول من دعا إلى القضية الجنوبية بكل علنية وشجاعة بينما كان الآخرون نياما، مثل أصحاب الكهف، للقائه الرئيس المناضل عبد ربه منصور هادي والتشاور والتنسيق معه لحل قضية الجنوب.. يا جماعة الخير الرئيس الجنوبي وقائد وربان سفينة النجاة معرض لمؤامرات عديدة، وكلما يخرج من فخ المكائد يتعرض لأخطر وأشد من الأول، والله يكون في عونه!!.. علينا كلنا الوقوف معه ودعمه، لأنه يريد لكل اليمن (شماله وجنوبه) الخير.. وعبدربه أفضل من غيره بألف مرة.. عبدربه له دعم دولي وخارجي غير مسبوق، من الأفضل علينا دعمه بكل قوة لو أردنا لقضيتنا الانتصار .. وإلا فلن نرى إلا الحروب وسفك الدماء والخراب .. أيهما أفضل؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى