عدنية البيومي

> أنور أحمد صالح:

> حقيقة تاريخية ثابتة وخالدة وغير قابلة للجدل، هذه الحقيقة هي أن عدن مدينة تقع جنوب اليمن، وسكانها أو أبناؤها ينتمون إلى مختلف المناطق الجنوبية والشمالية، ولكن عبر المراحل التاريخية بالذات بعد مرحلة الاستقلال الوطني ظل أبناء عدن فئة اجتماعية مضطهدة لاحول لها ولاقوة، حرمت من الامتيازات التي يستحقها أبناؤها أسوة ببقية الفئات التي استحوذت على الحكم بسبب النظرة الخاطئة للتفكير، والعقدة السلطوية المتتابعة لشعار (عدن للعدنيين) المعروف، التي تبنته الجمعية العدنية عند تأسسها في الخمسينات، ومؤسسها المرحوم (البيومي) الشخصية الوطنية العدنية البارزة، واعتبر الشعار في تلك الحقبة مناهضًا للاحتلال الأجنبي في مدينة عدن، ولعبت الإدارة البريطانية حينذاك دوراً قوياً ومؤثراً في تحريف وتشويه هذا الموقف الوطني الغيور، ووصفته بالتعصب والنعرة العدنية واستغلاله في إثارة الفتنة بغرض حماية المصالح الاستعمارية، وعمدت إلى التعامل بأخطر سياستها المعروفة عند كافة الشعوب سياسة (فرق تسد)، وادّعت بأن مطلب عدن للعدنيين يعني السيطرة السيادية السياسية العدنية وسحب مقاليد أمور السلطة من أيادي غير عدنية، والتحكم بها عدنياً خالصًا، وهذا المفهوم المغرض في مغالطة الآخرين، بينما الحقيقة هي أن المرحوم (البيومي) طالب بعدن للعدنيين للأهداف التالية:-
أولاً:- ضمان سيادة السيطرة الوطنية المحلية من خلال تبوء المناصب الإدارية العليا في حكم مدينة عدن من قبل آبنائها المؤهلين والمقتدرين الأكفاء.
ثانياً: إبعاد احتكار السيطرة على هذه المناصب للآجانب، وكما يعلم الجميع في تلك الفترة أن أبناء عدن تميَّزوا بالمؤهلات العلمية والإدارية وبالوعي المعرفي والثقافي، وهم الوحيدون المنافسون الأقوياء والأنداد أمام المؤهلات العلمية الأجنبية التي كان المستعمر يعتمد عليها، وهذا ماكان يخشاه المحتل ويقلق من خطورة شعار (عدن للعدنيين) على مصالحه، بالفعل نجح الثعلب البريطاني كعادته وبث سمومه في عقليات لم تنضج ولم تتمدن بعد.. وهذه العقليات اقتنعت بأن المرحوم (البيومي) عدواً لها، وناصبت العداء كل من ردد ويردد شعار (عدن للعدنيين).
للأسف لازال هذا العداء مستمراً عند البعض حتى يومنا هذا.
نأمل أن يزول هذا العداء ويتحول إلى المحبة والود والاحترام ومعرفة حقيقة عدنية البيومي الذي دفع حياته ثمناً لوطنيته الغيورة المبدئية -رحمة الله عليه -.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى