يوم الرحيل الحزين

> فضل علي صالح الشبيبي:

> صباح 27 مايو 2011م كان حزينا أليما مفجعا ، فعلى أصوات الانفجارات صحى الناس... بكى الأطفال والنساء.. هي ساعات ست فقط من السادسة صباحا وحتى الثانية عشر ظهرا ليصعد أحد خطباء أنصار الشريعة خطيبا في مسجد الحاج أحمد معلنا سقوط مدينة زنجبار المسالمة عاصمة المحافظة أبين في أيديهم واختفاء، بل هروب قوى الأمن عدى مقاومة بسيطة من أمن زنجبار بينما هرب قائد الأمن المركزي ومدير أمن المحافظة وجميع القيادات الأمنية واكتفاء الصوملي قائد اللواء بضرب منازل أبناء زنجبار بالمدفعية والكاتيوشا.
لربما كان ذلك هو العنوان لكن ما بين السطور كان نزوحا وهروبا وألما وهلعا وانكسارا، ربما البعض لم يصدق نفسه من هول هذه المأساة ..عاصمة محافظة أبين وأم الأبطال والرؤساء وقادة الجيش تسقط في ست ساعات.. أين الألوية ؟ وأين الأمن المركزي؟ وأين الأمن العام؟ وأين النجدة؟ وأين الأمن السياسي؟ وأين وأين وأين؟!.
أسئلة ظلت تراود ألسنة الناس الذين وجدوا أنفسهم في مهب الرياح.. تركوا أشياءهم... تركوا ذكرياتهم.. تركوا مولد ومسقظ الرأس وينبوع الطفولة والذكريات؛ ليتحولوا فجاة إلى لاجئين ، لعلي أنا شخصيا كنت رافضا لفكرة الخروج من الديار، كيف أترك سكني وحنيني وشوقي وكلي؟ مكثت يومين عصيبين، لكن حينا حي الصرح في شرق زنجبار هو حي المواجهات المباشرة، والتدمير الكبير بين لواء الصوملي الذي دافع عن نفسه ولم يدافع عن زنجبار؛ لأن زنجبار خلاص سقطت في أيدي من سموا أنفسهم أنصار الشريعة، وظلت زنجبار في أيديهم وفي سلطتهم لما يقارب من العام والنيف.
لكني وأمام صرخات الأطفال والنساء انضميت إلى عشرات الآلاف الذين نزحوا إلى عدن في نزوح لم تشهده أبين في تاريخها المعاصر ، كانت هذه المأساة الحقيقية لمراكز صراع القوى التي بدأت قبل هذا التاريخ حيث تم تم حرق مايقارب المئة مواطن من مواطني الحصن والرواء وما جاورها لتكون أول محرقة لأبناء أبين في نهاية مارس 2011م، وسقوط مدينة جعار العاصمة الثانية لأبين في أيدي تلك الجماعات المسلحة ، ليس على المرء أتعس وأحزن من كلمة نازح وغريب عن الدار، لعلنا قرأنا عن هروب أو إجبار الفلسطيننين على الخروج من ديارهم ووطنهم من قبل العصابات الصهيوينة، ربما هذه كانت الفكرة الأولى عن النزوح عن الدار وترك كل الأشياء تحت وابل الرصاص والتفجيرات، تلك المأساة في شكلها الخارجي، أما ما في النفس فذلك كان أهون من انكسار النفس وألمها وحزنها خصوصا بعد مرورر الأيام والشهور ليكتمل العام الأول وما رافقه من حياة مذلة ومهينة وتشتت وضياع ويأس من وضع ظل يراود الحزن مكانه دون بارقة أمل .
سيظل يوم النزوح الأبيني الكبير تاريخا لايمكن نسيانه أبدا ماحيينا، هو تاريخ يؤسس لمرحلة ومحاولة سحق هذه المحافظة وطمس هويتها واغتصاب أجمل الأشياء فيها وتلطيخ صفائها وخضرتها النضرة، وخيرها وجمالها وتميزها وإبائها....ماحدث هو مخطط كبير إجرامي وجهمني سيظل عالقا بأذهان وعقول وقلوب كل من شهد تلك المأساة اللعينة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى